و طَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدَ بنِ كَرِب التَّيْمِيُ [2]الصَّحابِيُ رضِيَ اللََّه عنه، و هو الَّذِي أُصِيبَ أنْفُه يومَ الكُلابِ، فاتَّخَذَها [3] من وَرِقٍ، فأَنْتَنَ فرُخِّصَ له في الذَّهَبِ. وَ قِيلَ: الّذِي أُصِيب أَنْفُه هو والِدُه عَرْفَجَةُ، و فيه خِلافٌ، تَفَرَّدَ عنه حَفِيدُه عبدُ الرَّحْمََنِ بنُ طَرَفَة بنِ عَرْفَجَةَ.
و مَسْجِدُ طَرَفَةَ بقُرْطُبَةَ. م معروفٌ، و إِليه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ[بن] [4] مُطَرِّفٍ الطَّرَفيُّ الكِنانيُّ، إِمامُ هذا المَسْجِدِ، أَخَذَ عن مَكِّيٍّ، و اختَصَر تفسيرَ ابنِ جَرِيرٍ، قالَه الحافِظُ.
و تَمِيمُ بنُ طَرَفَةَ : مُحَدِّثٌ.و امْرَأَةٌ مَطْرُوفَةٌ بالرِّجالِ: إذا طَمَحَتْ عَيْنُها إِليهِمْ وَ تَصْرِفُ بَصَرَها [5] فلا خَيْرَ فيها، و هو مَجازٌ، قال الحُطَيْئَةُ:
وَ ما كُنْْتُ مثلَ الكاهليّ و عِرْسِه # بَغَى الوُدَّ من مَطْرُوفَةِ العَيْنِ طامِحِ [6]
وَ قيلَ: امرأَةٌ مَطْرُوفَةٌ : تَطْرِفُ الرِّجالَ، أي: لا تَثْبُتُ على واحدٍ، وُضِع المفعولُ فيه موضِعَ الفاعِلِ، و قال الأَزهريُّ:
هذا التَّفْسِيرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الكَلِمةِ، و المَطْرُوفَةُ من النِّساءِ:
التي قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ، أي: أصابَ طَرْفَها ، فهي تَطْمَحُ و تُشْرِفُ لكلِّ من أَشْرَفَ لها، و لا تَغُضُّ طَرْفَها ، كأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَةٌ أو عُودٌ، و لذلك سُمِّيَتْ مطْرُوفَةً أَو المَعْنَى: كأَنَّ عَيْنَها طُرِفَتْ ، فهي ساكِنَةٌ، و قالَ أَبو عَمْرٍو: يُقال: هي مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بهم: إذا كانَتْ لا تَنْظُرُ إِلاّ إلَيْهِم و قالَ ابنُ الأعرابيِّ: مَطْرُوفَةٌ : مُنْكَسِرةُ العينِ، كأَنَّها طُرِفَتْ عن كُلِّ شيْءٍ تَنْظُرُ إِليهِ، و أَنْشَد الأَصْمَعِيُّ:
و يُقال: جاءَ بطارِفَةِ عَيْنٍ إِذا جاءَ بمالٍ كَثِيرٍ نَقَله الجَوْهرِيُّ، و كذلك جاءَ بعائِرَةٍ، و هو مجازٌ.
و قولُهُم: هو بمكانٍ لا تَراهُ الطّوارِفُ : أي العُيُونُ جمع طارِفَةٍ .
و الطَّوارِفُ من السِّباعِ: التي تَسْتَلِبُ الصَّيْدَ قال ذُو الرُّمَّةِ يصِفُ غَزالاً:
تَنْفي الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ # أو يافعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمومُ
و الطَّوارِفُ من الخِباءِ: ما رَفَعْت من جَوانِبِه و نَواحِيهِ للنَّظَرِ إلى خارِجٍ. وَ قيلَ: هي حَلَقٌ مركَّبَةٌ في الرُّفُوفِ، و فيها حِبالٌ تُشَدُّ بها إلى الأَوْتادِ.
و طَرَفَه عنه يَطْرِفُه : إذا صَرَفه و رَدَّه و منه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبِيعَةَ:
إنّكَ و اللََّه لذُو مَلَّةٍ # يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عن الأَبْعَدِ
يقولُ: يَصْرِفُ بَصَرَكَ عنه، أي تَسْتَطْرِفُ الجديدَ، وَ تَنْسَى القَديمَ، كذا في الصِّحاح، قال ابنُ برِّيٍّ: و الصوابُ في إنشادِه: