نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 331
حَلْبَانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ # تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ و صُوفِ
قال ثَعْلَبٌ: قال ابنُ الأَعْرابِيِّ: أي أَنَّها تُباعُ فيُشْتَرَى بها غَنَمٌ و إِبِلٌ، و قالَ الأَصْمَعِيُّ: يَقُولُ: تُسْرِعُ في مِشْيَتِها، شَبَّه رَجْعَ يَدَيْها بقَوْسِ النَّدّافِ الَّذِي يَخْلِطُ بينَ الوَبَرِ و الصُّوفِ .
وَ في الأَساس: فلانٌ يَلْبَسُ الصُّوفَ و القُطْنَ: أي ما يُعْمَلُ منهما.
و من المَجازِ قَوْلُهم: خَرْقاءُ وَجَدَتْ صُوفاً قال الأَصْمَعِيُّ: و هو من أَمْثالِهم في المَالِ يَمْلِكُه مَنْ لا يَسْتَأْهِلُه قال الصّاغانِيُّ: لأَنَّ المَرْأَةَ غيرَ الصَّناعِ إذا أصابت صوفاً لم تَحْذِقْ غَزْلَه، و أَفْسَدَتْه، يُضْرَبُ ذََلِكَ للأَحْمَق يَجِدُ مالاً فَيُضَيِّعُه في غيرِ مَوْضِعِه، و هو بَقِيَّةُ قولِ الأَصْمَعِيِّ: و في الأَساسِ: لمَنْ يَجِدُ ما لا يَعْرِفُ قِيمَتَهُ فيُضَيِّعُه.
و من المَجازِ قَوْلُهم: أَخَذْتُ بصُوفِ رَقَبَتِه، و بِصافِها الأَخيرُ لم يَذْكُرْه الجَوْهَرِيُّ و الصاغانِيُّ، إِنّما ذَكَرَه صاحبُ اللِّسانِ، زادَ الجَوْهَرِيُّ: و كذا بطُوفِ رَقَبَتِه، و بِطافِها، وَ بظُوفِ رَقَبَتِه، و بقافِها: أَو بجِلْدِها قالَه ابنُ الأَعْرابِيّ أَو بشَعَرَهِ المُتَدَلِّي في نُقْرَةِ قَفاهُ قاله ابنُ دُرَيْدٍ، أَو بِقَفَاهُ جَمْعَاءَ، قاله الفرَّاءُ أَو أَخَذْتُه قَهْرًا قالَهُ أَبو الغَوْثِ، و
____________
5 *
فَسَّرَه أَبو السَّمَيْدَعِ، فقَالََ: و ذََلِكَ إذا تَبِعَه و قَدْ ظَنَّ أَنْ لَنْ يُدْرِكَهُ، فلَحِقَهُ، أَخَذَ برَقَبَتِه أَوْ لمْ يَأْخُذْ نَقَلَ هذه الأَقوالَ كُلَّها الجَوْهَرِيُّ و الصّاغانِيُّ و صاحبُ اللِّسانِ، و اقتصرَ الزَّمَخْشَرِيُّ على الأَخِيرِ.
و من المَجازِ قولُهم: أَعْطاهُ بِصُوفِ رَقَبَتِه كما يَقُولُونَ:
أَعْطاهُ برُمَّتِه نقَله الجَوْهَرِيُّ، أَو أَعْطاهُ مَجّانًا بلا ثَمَنٍ قالَه أَبو عُبَيْدٍ، و نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
و صُوفَةُ أَيْضاً: أَبُو حَيٍّ من مُضَرَ، و هو الغَوْثُ بنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ بْنِ الياس بنِ مُضَرَ قالَه ابنُ الجَوّانِيِ [1] في المُقَدِّمَةِ، سُمِّيَ صُوفَةُ لأَنّ أُمَّه جَعَلَتْ في رَأْسِه صُوفَةً ، وَ جعَلْتهُ رَبِيطاً للكَعْبَةِ يَخْدِمُهُا، قال الجَوْهَرِيُّ: كانُوايَخْدِمُونَ الكَعْبَةَ، و يُجِيزُونَ الحاجَّ في الجَاهِلِيَّةِ، أي:
يُفيضُونَ بِهِمْ زادَ في العُبابِ مِنْ عَرَفات و في المُحْكَم «من مِنًى» فيَكُونُونَ أَوَّلَ مَنْ يَدْفَعُ و كانَ أَحَدُهُمْ يَقُومُ، فيَقُولُ:
أَجِيزِي صُوفَةُ ، فإِذَا أَجازَتْ قال: أَجِيزِي خِنْدِفُ، فإِذَا أجازَتْ أُذِنَ للنّاسِ كُلِّهِم في الإِجازَةِ قال ابنُ سِيدَه: و هي الإِفاضَةُ، قال ابنُ بَرِّيّ: و كانَت الإِجازَةُ بالحَجِّ إِلَيْهِمْ في الجاهِلِيَّةِ، و كانَت العَرَبُ إذا حَجَّتْ و حَضَرَتْ عَرَفَةَ، لا تَدْفَعُ منها حتّى تَدْفَعَ بها صُوفَةُ ، و كذََلِكَ لا يَنْفِرُونَ مِنْ مِنًى حَتّى تَنْفِرَ صُوفَةُ ، فإذا أَبْطَأَتْ بهم قالُوا: أَجِيزِي صُوفَةُ .
أَوْهُمْ قومٌ من أَفناءِ القَبائِلِ، تجمَّعُوا، فَتَشَبَّكُوا كتَشَبُّكِ [2] الصُّوفَةِ قالَه أَبو عُبَيْدَةَ، و نقله الصاغانِيُ و قولُ الجَوْهَرِيُّ: و مِنْه قولُ الشّاعِرِ:
أَتى به شاهِداً على أنَّ صُوفَةَ يُقال له: صُوفانُ ، قال الصّاغانِيُّ: و هو وَهَمٌ، و الصَّوابُ في رِوايَةِ البَيْتِ: آلَ صَفْوانَا، و هُمْ قَوْمٌ من بَنِي سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَمِيمٍ، وَ موضِعُ ذكره باب الحُروف اللّيِّنَةِ قال أَبو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّى في كتابِ التّاجِ-بعد ذِكْرِهِ روايةَ البيتِ-ما نَصُّه:
حَتّى يَجُوزَ القائِمُ بذََلكَ من آل صَفْوَانَ قال الصاغانِيُّ:
و البَيْتُ لأَوْسِ بنِ مَغْراءِ السَّعْدِيّ و صَدْرُه:
و لا يَرِيمُونَ في التَّعْرِيفِ مَوْقِفَهُمْ
كذََا في العُبابِ و التَّكْمِلَة. قلت: و في قولِ الزَّمَخْشَرِيِّ ما يَدُلُّ على أَنّه يُقالُ لهُمُ: الصُّوفانُ ، و آلُ صُوفان معاً [4] ، فلا إشكالَ حِينَئِذٍ، فَتأَمَّل.
و ذُو الصُّوفَةِ أَيضاً: فَرَسٌ، و هو أَبُو الخُزَزِ و الأَعْوَجِ نَقَلَه الصّاغانيُّ، و قد تقَدَّم كُلُّ منهما في مَحَله.
و صافَ الكَبْشُ بعدَ ما زَمِرَ، يَصُوفُ صُوفاً بالفتح و صُوُوفاً كقُعُودٍ فهو صافٌ و صافٍ ، و أَصْوَفُ و صائِفٌ ،