responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 309

شُفَافَ الشَّفا أو قَمْشَةَ الشَّمْسِ أَزْمَعا # رَوَاحاً فمَدّا مِنْ نَجَاءٍ مُهاذِبِ‌ [1]

أَرادَ: بَقِيَّةَ النَّهَارِ.

و الشَّفَاشِفُ : شِدَّةُ الْعَطَشِ. و الشَّفَّانُ : الرِّيحُ الباردةُ مَعَ مَطَرٍ، يُقَالُ: هذه‌ غَدَاةٌ ذَاتُ شَفَّانٍ ، أي: ذاتُ‌ بَرْدٍ و رِيحٍ، وَ كذا قَوْلُهُم: إنَّ في لَيْلَتِنَا هذه شَفَّانًا شَدِيداً، أي بَرْداً، قال:

إِذَا اجْتَمَعَ الشَّفَّانُ و الْبَلَدُ الجَدبُ‌

وَ قال عَدِيُّ بنُ زَيدٍ العِبَادِيُّ:

في كِنَاسٍ ظاهِرٍ يَسْتُرُهُ # مِن عَلُ الشَّفَّانَ هُدَّابُ الْفَنَنْ‌

أي: مِن الشَّفَّان ، و يُرْوَى: مِن عَرَا [2] الشَّفَّانِ ، و قال رُؤبَةُ:

أَنْتَ إذا مَا انْحَدَرَ الخَشِيفُ # ثَلْجٌ و شَفَّانٌ له شَفِيفُ

و أَشْفَفْتُهُم : فَضَّلْتُهُمْ، يُقَال: أَشَفَّ عَلَيه: إذا فَضَلَهُ و فَاتَهُ، و أَشَفَّ فُلانٌ بَعضَ وَلَدِهِ علَى بَعضٍ: أي فَضَّلَهُ.

و اشْتَفَّ الْبَعِيرُ الْحِزَامَ كُلَّهُ، مَلَأَهُ، و اسْتَوْفَاهُ، و اسْتَغْرَقَهُ، حتى لم يَفْضُلْ منه شَيْ‌ءٌ، يُقَال ذلك، إذا كان البَعِيرُ عَظِيمَ الجُفْرَةِ، قال كعبُ بنُ زُهَيْرِ، رَضِيَ اللََّه تعالَى عنه، يَصِفُ بَعِيرًا، و يُرْوَى لأَبيه زُهَيْرٍ، و هو موجودٌ في ديوانَيْ أَشْعارِهما:

له عُنُقٌ تَلْوِي بما وُصِلتْ بِهِ # وَ دَفَّانِ يَشْتَفَّانِ كُلَّ ظِعَانِ‌

وَ هو حَبْلٌ يُشَدُّ به الهَوْدَجُ علَى البَعِيرِ، و قيل: يَشْتَفَّانِ ، أي: يَغُولانِ النَّسْعَةَ [3] ، و يَغْتَرِقانِهَا، لِعِظَمِ أَجْوَافِهما.

و اشْتَفَّ مَا في الْإِنَاءِ كُلَّهُ: أي‌ شَرِبَهُ كُلَّهُ‌ حتى الشُّفَافَةَ ، و لا يَخْفَى أنَّ لَفْظَةَ كُلّه الأُولَى لا حاجَةَ إِليها، و منه حديثُ أُمَّ زَرْعٍ: «و إِنْ شَرِبَ اشْتَفَّ » ، و في وَصاةِ بَعْضِ العَرَبِ لابنِهِ: أَقْبَحُ طَاعِمٍ المُقْتَفُّ، و أَقْبَحُ شَارِبٍ المُشْتَفُّ ، وَ اسْتَعارَه عبدُ اللََّه بنُ سَبْرَةَ الجُرَشِيُّ في المَوْتِ، فقَالَ:

سَاقَيْتُهُ الْمَوْتَ حتَّى اشْتَفَّ آخِرَهُ # فَمَا اسْتَكَانَ لِمَا لاَقَى و لا ضَرَعَا

أي: حتى شَرِبَ آخِرَ المَوْتِ، و إذا شَرِبَ آخِرَهُ فقد شَرِبَهُ‌ [4] كُلَّهُ.

كَتَشَافَّ ، وَ منه المَثَلُ: «ليس الرِّيُّ مِنَ التَّشَافِّ » ، أي:

ليس الرِّيُّ عن أَنْ يَشْتَفَّ الإِنْسَانُ ما في الإِنَاءِ، بل قد يحصُلُ بدون ذلك، يُضْرَبُ في النَّهْيِ عن اسْتِقْصَاءِ الأَمْرِ، وَ التَّمَادِي فيه، و قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: تَشَافَيْتُ الماءَ [5] : إذا أَتَيْتَ علَى ما فيه، قال ابنُ سِيدَه: و هو مِن مُحَوَّلِ التَّضْعِيفِ، لأَنَّ أَصْلَهُ تَشَافَفْتُ .

و تَشَافَفْتُهُ : ذَهَبْتُ بِشَفِّهِ، أيْ فَضْلِهِ. و الشِّفْشَفَةُ : الارْتِعادُ و الاخْتِلاطُ مِن شِدَّةِ الغَيْرَةِ.

و النَّضْحُ‌ [6] بِالْبَوْلِ، و نَحْوِهِ. و قال أَبو عمرٍو: الشَّفْشَفَةُ : تَشْوِيطُ الصَّقِيعِ نَبْتَ الْأَرْضِ فَيُحْرِقُهُ. و أَيضاً: ذَرُّ الدَّوَاءِ علَى الْجُرْحِ. و قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: الشَّفْشَفَةُ : تَجْفِيفُ الْحَرِّ و الْبَرْدِ الشَّيْ‌ءَ، كالنَّبَاتِ و غيرِه، و قد شَفْشَفَهُ ، قال ابنُ الرِّقاعِ:

وَ شَفْشَفَ حَرُّ القَيْظِ كُلَّ بَقِيَّةٍ # مِنَ النبْتِ إِلاَّ سَيْكَرَانًا و حُلَّبَا

و المُشَفْشَفُ ، بِالْفَتْحِ، و الْكَسْرِ، الأَخِيرُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: السَّخِيفُ، السَّيِ‌ءُ الْخُلُقِ، و به فُسِّرَ قَوْلُ


[1] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله» : أو قمشة الشمسِ، في التكملة:

أو قمسة، و قوله: مهاذب، رواه في التكملة: من نجاء مناهب» و رواية الديوان: ذناب الشَّفا» .

[2] عن المطبوعة الكويتية و بالأصل «من علُ» و قد مرّت هذه الرواية في البيت، و فسرها بالحاشية: و العرا: الناحية و الجانب.

[3] عن المطبوعة الكويتية و بالأصل «السنعة و يغرقانها» .

[4] عن اللسان و بالأصل «شرب كله» .

[5] في اللسان: تشافيت ما في الإناء....

[6] الذي في الأصل: و الاختلاط و من شدة الغيرة النضح بالبول، و العبارة مضطربة مشوهة المعنى و المثبت يتفق مع التهذيب و التكملة. ففي التكملة: الشفشفة الارتعاد و الاختلاط... و شفشف إذا اشتدت غيرته، و قبلها فيها: يقال: شفشف ببوله: إذا نضحه، فأخرنا «الواو» التي كانت بالأصل قبل من شدة الغيرة و ألحقناها بالنضح، لأن من معاني الشفشفة النضح بالبول.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 309
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست