و قال الكِسَائِيُّ: شَفَّ الثَّوْبُ، يَشِفُّ ، بالكَسْرِ، شُفُوفاً ، بالضَّمِّ: و شَفِيفاً ، كَأَمِيرٍ: رَقَّ فَحَكَى مَا تَحْتَهُ، وَ نصُّ الصِّحاحِ: حتى يُرَى ما خَلْفَهُ، و 17- في حديثِ عُمَرَ- رضي الله تَعَالَى عَنْهُ - «لا تُلْبِسُوا نِسَاءَكم الكَتَّانَ، أو القَبَاطِيَّ، فإِنَّه إِنْ لا يَشِفَّ فإِنَّه يَصِفُ» . و المَعْنَى أنَّ القَبَاطِيَّ ثِيابٌ رِقَاقٌ، غيرُ صَفِيقَةِ [1] النَّسْجِ، فإِذَا لَبِسَتْهَا المَرْأَةُ لَصِقَتْ بأَرْدَافِهَا فوَصَفَتْهَا، فنَهَى عن لُبْسِهَا [2] ، و أَحَبُّ أَنْ يُكْسَيْنَ الثِّخانَ الغِلاظَ.
و الشَّفُّ ، بالفَتْحِ، و يُكْسَرُ: الرِّبْحُ و الْفَضْلُ، و اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ علَى الكَسْرِ، و في اللِّسَانِ: و هو المعروفُ، و 16- في الحديثِ : «نَهَى عن شَفِّ ما لم يُضْمَنْ» . أي: عن رِبْحِهِ.
و قال ابنُ السِّكِّيتِ: الشَّفُّ أَيضا: النُّقْصَانُ، فهو ضِدٌّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، يُقَال: هذا دِرْهَمٌ يَشِفُّ قليلاً، أي:
يَنْقُصَ. و قد شَفَّ ، يَشِفُّ ، شَفًّا : زَادَ، و نَقَصَ، وَ من الأَوَّلِ 16- حديثُ الصَّرْفِ : « فَشَفَّ الخَلْخَالاَنِ نَحْواً مِن دَانِقٍ، فَقَرَضَهُ» . قال شَمِرٌ: أَبي زادَا.
و شَفَّ الشَّيْءُ، يَشِفُّ : إذا تَحَرَّكَ. قال: و شَفَّ جِسْمُهُ، يَشِفُّ ، شُفُوفاً : إذا نَحَلَ مِن هَمٍّ وَ وَجْدٍ.
و شَفَّهُ الْهَمُّ: هَزَلَهُ، يَشِفُّه شَفًّا ، نَقَلَهُ الجَوهَرِيُّ، و زادَ غيرُه: و أَضْمَرَهُ حتى دَقَّ، و منه قَوْلُ العَرْجِيِّ:
أَنا امْرُؤٌ لَجَّ بِي حُبٌّ فأَحْرَجَنِي # حتى بَلِيتُ و حتى شَفَّنِي السَّقَمُ
وَ في المُحْكَمِ: شَفَّهُ الحُزْنُ و الحُبُّ، يَشِفُّه ، شَفًّا ، وَ شُفُوفاً : لَذَعَ قَلْبَهُ، قيل: أَنْحَلَهُ، و قيل: أَذْهَبَ عَقْلَهُ.
وَ يُقَال: شَفَّهُ الحَزَنُ، إذا أَظْهَرَ ما عندَهُ مِن الجَزَعِ.
و الشَّفِيفُ ، كَأَمِيرٍ: البَرْدُ، و قيل: لَذْعُ الْبَرْدِ، وَ به فُسِّرَ قَوْلُهم: وَجَدَ في أَسْنَانِهِ شَفِيفاً ، و قال صَخْرُ الْغَيِّ الهُذَلِيُّ:
و الشَّفِيفُ أَيضاً: مَطَرٌ فِيهِ بَرَدٌ، أَو هو الرِّيحُ الْبَارِدَةُ فيها نَدًى، عن ابنِ دُرَيْدٍ، كَالشَّفْشَافِ ، و هي الرِّيحُ اللَّيِّنَةُ البَرْدِ.
و الشَّفِيفُ أَيضاً: شِدَّةُ حَرِّ الشَّمْسِ، وَ هو مع قَوْلِهِ:
و ثَوْبٌ شَفْشَافٌ : لَم يُحْكَمْ عَمَلُهُ.و الشُّفَافَةُ ، كَكُنَاسَةٍ: بَقِيَّةُ الْمَاءِ في الإِنَاءِ، وَ كذا بَقِيَّةُ اللَّبَنِ فيه، قال ابنُ الأَثِيرِ: و ذكَرَ بعضُ المُتَأَخِّرِينَ أَنَّه رُوِيَ بالسِّينِ المُهْمَلَةِ [4] ، قال الصَّاغَانيُّ: و قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ:
[1] في اللسان و التهذيب «صفيقة» بدون غير، و في النهاية؛ «ضعيفة النسج» و في التهذيب: ثياب دقاق، بالدال. و المثبت كاللسان وَ النهاية.
[2] كذا وردت العبارة في اللسان و النهاية، و في التهذيب: فنهى عمر عن إلباسها النساءَ، لأنها لا تلزق ببدن المرأة لرقتها فيرى خلْقها وراءها من خارج ناتئاً يصفها.