و زاغَ قَلْبَه يَزُوغُه : أَمالَ جاءَ مُتَعَدِّياً أَيْضاً، و قَرَأَ نافِعٌ في الشَّواذِّ: رَبَّنَا لا تَزُغْ قُلُوبَنا [1] بفَتْحِ التّاءِ و ضَمِّ الزّايِ.
و قال ابنُ عَبّادٍ: زاغَ النَّاقَةَ يَزُوغُها زَوْغًا : جَذَبها بالزِّمامِ وَ أَنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّةِ:
قال: و العَيْنُ أَعْرَفُ، قال الصّاغَانِيُّ أَمّا اللُّغَةُ فَبالعَيْنِ المُهْمَلَةِ لا غَيْرُ، و أَمّا ما ذَكَرَ لِذِي الرُّمَّةِ فَلَم أَجِدْهُ في مِيمِيَّتِه الَّتِي أَوَّلُهَا:
قلتُ: و البَيْتُ المَذْكُورُ لِذِي الرُّمَّةِ تَقَدَّمَ إِنْشادُه عَلَى الكَمَالِ في «ز و ع» فراجِعْه.
و قال: اليَزِيدِيُّ: زاغَ في كُلِّ ما جَرَى في المَنْطِقِ يَزُوغُ زَوَغَانًا مُحَرَّكَةً، أي: جَارَ. *و مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
أَزاغَهُ في المَنْطِقِ إِزاغَةً ، و أَنا أُزِيغُه ، و زاوَغْتُه مُزَاوَغَةً وَ زِوَاغًا ، و زُغْتُ بِه.
ثُمَّ هََذا الحَرْفُ مَكْتُوبٌ عِنْدَنا بالأَسْوَدِ، و هََكَذا في غالِبِ النُّسَخِ، و قَالَ الصّاغَانِيُّ في التَّكْمِلَةِ: «ز و غ» أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، و نَقَلَ قَوْلَ اليَزِيدِيِّ الَّذِي أَوْرَدْنَاهُ، فتَأَمَّلْ.
زيغ [زيغ]:
زاغَ يَزِيغُ زَيْغًا ، و زَيَغانًا ، الأَخِيرَةُ مُحَرَّكَةً، و زَيْغُوغَةً كشَيْخُوخَةٍ: مَالَ فهُوَ زائِغَ ، و الواوُ لُغَةٌ.
و مِنَ المَجَازِ أَيْضاً: زَاغَتِ الشَّمْسُ زَيْغًا و زُيُوغًا ، فَهِيَ زائِغَةٌ : مالَتْ، ففَاءَ الفَيْءُ.و الزَّيْغُ : الشَّكُّ، و الجَوْرُ عَنِ الحَقِّ، و مِنْهُ قَوْلُه تَعالَى:
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ[4] و 17- في حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللََّهُ عَنْهُ : «أَخَافُ إِنْ تَرَكْتُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِه أَنْ أَزِيغَ » . أي: أَجُورَ وَ أَعْدِلَ عَنِ الحَقِّ، و قالَ الرّاغِبُ: الزَّيْغُ : المَيْلُ عن الاسْتِقَامَةِ إلى أَحَدِ الجانِبَيْنِ، و زالَ، و مَالَ، و زاغَ مُتَقَارِبَةٌ، لََكِنْ زاغَ لا يُقَالُ إلاّ فِيما كانَ عَنْ حَقٍّ إِلَى باطِلٍ.
و قَوْمٌ زاغَةٌ عَنِ الشَّيْءِ، أي: زائِغُونَ ، كالباعَةِ للبَائِعِينَ.
و الزَّاغُ : غُرَابٌ صَغِيرٌ إِلَى البَيَاض، لا يَأْكُلُ الجِيَفَ، وَ قد رُخِّصَ في أَكْلِه. قُلْتُ: و هُوَ المُسَمَّى الآنَ بمِصْر بالغُرَاب النُّوحِيِ ج: زِيغانٌ كطِيقانٍ و طاقٍ، و قالَ الأزْهَرِيُّ: