نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 248
قال: و أَمَّا 17- قَوْلُ الحَجَّاجِ : «إِيَّايَ و هذه السُّقَفَاء وَ الزَّرَافَات ، فإِنِّي لا أَجِدُ أَحَدا مِن الجَالِسِين في زَرَافَةٍ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنَقَهُ» . فالمَشْهُورُ في هذه الرِّوايَةِ التَّخْفِيفُ، نَهاهُم أَن يَجْتَمِعُوا فيكونَ ذلك سَبَباً لِثَوَرَانِ الفِتْنَةِ.
و الزَّرَافَةُ : دَابَّةٌ حَسَنَةُ الخَلْقِ، يَدَاهَا أَطْوَلُ مِن رِجْلَيْهَا، وَ هي مُسَمَّاةٌ باسْمِ جَمَاعَةٍ، فَارِسيَّتُه أُشْتُرْ كَاوْ بَلَنْك[1] ، كما في الصِّحاحِ: لِأَنَّ فيها مَشَابِه و مَلاَمِحَ مِن هذه الثَّلاثةِ، وَ هي أُشْتُرْ، بالضَّمِّ، أي: الْبَعِيرُ، و كَاوْ، أي: الْبَقَرُ، و بَلَنْكَ، كَسَمَنْد، أي: النَّمِر، فهذا وَجْهُ تَسْمِيَتِها، و قيل:
كما في الصِّحاحِ: مِن زَرَّفَ في الْكَلامِ، إِذا زَادَ سُمِّيَتْ به لِطُولِ عُنُقِهَا زِيَادَةً علَى الْمُعْتَادِ[2] ، قال شيخُنَا: قد اخْتَلَطَ النَّسْلُ في الزرَافَةِ بَيْنِ الإبِلِ الحُوشِيَّةِ، و البَقَرِ الوَحْشِيَّةِ، وَ النَّعامِ، و إِنَّهَا مُتَوَلِّدَةٌ مِن هذِ الأَجْنَاسِ الثلاثةِ، كما قَالَهُ الزُّبَيْدِيُّ، و غيرُه: و تَعَقَّبَ الجاحظُ ذلك في كتابِ الحَيَوَانِ له، و أَنْكَرَه، و بيَّنَ أَغْلاطَهُم، و فيها كلامٌ في حياةِ الحَيَوَانِ، وَ مُخْتَصَراتِه، و يُضَمُّ أَوَّلُهَا، عن ابنِ دُرَيْدٍ، و نَصُّه: الزُّرَافَةُ ، بضَمِّ الزَّايِ: دَابَّةٌ، و لا أَدْرِي أَ عَرَبِيَّةٌ صَحِيحَةٌ، أَم لا، قال: و أَكْثرُ ظَنِّي أَنها عَرَبِيَّةٌ، لأَنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يَعْرِفُونَها مِن نَاحِيَةِ الحَبَشَةِ، و قَوْلُه: في اللُّغَتَيْنِ، قال شيخُنَا: فقلتُ:
لعلَّه أَرادَ التَّشْدِيدِ و التَّخْفِيفَ، إذْ لم يتقدَّم له غيرُهما، لكنْ كلامُ الجَوْهَرِيِّ صَرِيحٌ في أنَّ التَّشْدِيدَ إِنَّما هو في الزَّرافةِ ، بمعنى الجَمْع، لا في الزَّرَافَةِ التي هي الحَيَوانُ المَعْرُوفُ، فلْيُحَرَّرْ.
قلتُ: ما ذكَره في بيانِ اللُّغَتَيْنِ فصحيحٌ، صَرَّحَ به الصَّاغَانِيُّ، و نَصَّه في العُبَابِ: هي الزَّرَافَةُ ، و الزُّرَافَةُ ، بالفَتْحِ، و الضَّمِّ، و الفاءُ تُشَدَّد و تُخَفَّفُ في الوَجْهَيْنِ [3]
وَ هكذا نَقَلَهُ صاحبُ اللِّسَانِ، و زادَ: و الفَتْحُ و التَّخْفِيفُ أَفْصَحُهما [4] ، و به تَعْلَمُ أنَّ اقْتِصَارَ الجَوْهَرِيِّ علَى تَخْفِيفِ الفاءِ في الحَيَوانِ إِشَارَةٌ إلى بَيَانِ الأَفْصَحِيَّةِ، و به يظْهَرُ ما تَوَقَّفَ فيه شَيْخُنَا، ثم إنَّ صَرِيحَ قَوْلِ الجَوْهَرِيِّ أنَّ الفَتْحَ وَ الضَّمَّ في الحَيَوانِ سَوَاءٌ، و اقْتَصَرَ ابنُ دُرَيْدٍ علَى الضَّمِّ، وَ صَرِيحُ كلامِ المُصَنِّفِ أنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ من الضَّمِّ، و هو مُقْتَضَى كلامِ الأَزْهَرِيِّ أَيضاً، و جَعَلَ عُمَرُ بنُ خَلَفِ بنِ مَكِّيٍ الصِّقلِّيُّ في كتابِه، الذي سَمَّاهُ «تَثْقِيفَ اللِّسَان» الضَّمَّ مِن لَحْنِ العَوَامِّ، و نَقَلَ الشيخُ بنُ هِشَامٍ، في شَرْحِ الشُّذورِ، عن كتاب ما يَغْلَطُ فيه العَامَّةُ، عن الجَوَالِيقِيِّ، أَنَّه قال: الزَّرَافَةُ ، بفَتْحِ الزَّايِ، و العَامَّةُ تَضُمُّها، فَتَأَمَّلْ ذلك [5] .
ج: زَرَافيُّ ، كزَرَابِيَّ.
و أَزْرَفَ الرَّجُلُ: اشْتَرَاهَا، أي: الزَّرَافَةَ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.
و أَزْرَفَ النَّاقَةَ: حَثَّها، كما في الصِّحَاحِ، و أَنْشَدَ قَوْلَ الرَّاجزِ:
يُزْرِفُهَا الْإِغْرَاءُ أيَّ زَرْفِ
وَ رَوَى الصَّرَّامُ عن شَمِرٍ: أَزْرَفْتُ النَّاقةَ: إذا أَخْبَبْتَهَا في السَّيْرِ، و يُرْوَى أَيْضاً بتَقْدِيمِ الرَّاءِ على الزَّايِ، كما تقدَّم.
و أَزْرَفَ إِليه الرَّجُلُ: إذا تَقَدَّمَ.و الزُّرافَةُ ، كَكُنَاسَةٍ: الكَذَّابُ، يَزِيدُ في الحدِيثِ.
و الزُّرَافَةُ : عَلَمٌ أَيضاً.
و الزَّرَّافَاتُ ، كشَدَّادَاتٍ: ع، وَ به فُسِّرَ قَوْلُ لَبِيدٍ السَّابِقُ، الذي أَوْرَدَهُ ابنُ بَرِّيّ في معنَى الجَمَاعَةِ.
و قال أَبو مالِكٍ: الزَّرَّافَاتُ : هي الْمَنَازِفُ، التي يُنْزَفُ بها الْمَاءُ للزَّرْعِ، و مَا أَشْبَهَ ذََلِكَ، وَ أَنْشَدَ:
[1] في التهذيب: «اشْتُرْقاوْبَلَنْق» و في التكملة: «شَتَرْكاوبِلَنْك» .
[2] كذا بالأصل و لم ترد العبارة في الصحاح. و في الأساس: و هي مسماة باسم الجماعة لأنها في صورة جماعة من الحيوان.