responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 221

و شَاهِدُ الثالثةِ، قَوْلُ كَعْبِ بن مالكٍ الأَنْصَارِيِّ:

نُطِيعُ نَبِيَّنَا و نُطِيعُ رَبَّا # هُوَ الرَّحْمََنُ كَانَ بِنَا رَؤُوفَا

أَو الرَّأْفَةُ : أَشَدُّ الرَّحْمَةِ[أَو أَرَقُّهَا] [1] كما في الصِّحاحِ، وَ الذي في المُجْمَلِ: أَنَّهَا مُطْلَقُ الرَّحْمَةِ و أَخَصُّ، و لا تكادُ تَقَعُ في الكراهِيَةِ، و الرَّحْمَةُ قد تَقَعُ في الكَراهِيَةِ لِلْمَصْلحةِ، وَ قال الفَخْرُ الرَّازِيُّ: الرأْفَةُ : مُبالَغَةٌ في رَحْمَةٍ مَخْصُوصَةٍ، من دَفْعِ المَكْرُوهِ، و إِزالَةِ الضُّرِّ، و إِنّما ذَكَرَ الرَّحْمَةَ بعدَها ليكونَ أَعَمَّ و أَشْمَلَ، نَقَلَهُ الفَنَارِيُّ في حَوَاشِي المُطَوَّلِ، قال: و هو الْأَنْسَبُ لِنَظْمِ القُرْآنِ، قال شيخُنَا: و فيه رَدٌّ على النَّاصِرِ البَيْضَاوِيِّ، في قَوْلِهِ: إِنَّهُ أُخِّرَ لِمُرَاعَاةِ الفَوَاصِلِ، وَ هذا ليس مِن شَأْنِ الكلامِ البَلِيغِ، فتَأَمَّلْ.

و رَأَفَ اللََّه تعالى بِكَ، مُثَلَّثَةً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، عن أَبي زَيْدٍ، و قال: كُلٌّ مِن كلامِ العربِ، قال الأَزْهَرِيُّ: و مَن لَيَّنَ الهَمْزَةَ قال: رَؤُفَ ، فجَعَلَهَا وَاواً، و منهم من يقول: رَافَ، يَرَافُ، رَافاً [2] ، و هو قَوْلُ أَبي زيدٍ أَيضاً، و يُقَال أَيضاً:

رَوَافَ اللََّه‌ بك، رَأْفَةً ، و رَأْفَةً [3] ، و رَأَفاً مُحَرَّكَةً، أي:

فيهما، كما هو مُقْتَضَى سِياقِهِ، و الصَّوابُ أنَّ الثانِي بالمَدِّ، كما هو في الصِّحاحِ، و اللِّسَانِ، و العُبَابِ، و به قَرَأَ الخَلِيلُ.

و هو رَأْفٌ ، بِالْفَتْحِ، و كَنَدُسٍ، و كَتِفٍ، و صَبُورٍ، وَ صاحِبٍ، وَ قد تقدَّم شاهدُ الأُولَى و الثانِيَةِ و الرَّابِعَةِ.

*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

الرَّؤُوفُ ، مِن الأَسْمَاءِ الحُسْنَى: هو الرَّحِيمُ لِعِبَادِه، العَطُوفُ عليهم بأَلْطَافِهِ. و تَرَاءَفَ الوَالِدُ بوَلَدِه، و يقال: ما لِبَنِي فُلانٍ لا يَتَرَاءَفُون، و اسْتَرْأَفَهُ: اسْتَعْطَفَهُ.

رجف [رجف‌]:

رَجَفَ الشَّي‌ءَ: حَرَّك، و تَحَرَّكَ، لاَزِمٌ مُتَعَدٍّ، و قال ابنُ دُرَيْدٍ: رَجَفَ القلبُ: إذا اضْطَرَبَ شَدِيداً مِن فَزَعٍ، و قال اللَّيْثُ: رَجَفَ الشَّيْ‌ءُ رَجْفاً و رَجَفَانًا ، وَ زادَ غيرُاللَّيْثِ: رُجُوفاً ، بالضَّمِّ، و رَجِيفاً ، كرَجَفَانِ [4] البَعِيرِ تَحْتَ الرَّحْلِ.

وَ كما يَرْجُفُ الشَّجَرُ إذا رَجَفَتْهُ الرِّيحُ، و كما تَرْجُفُ الأَسْنَانُ إذا نَغَصَتْ أُصُولُهَا [5] ، و نحوُ ذلك تَحَرُّكُهُ كُلُّه رَجْفٌ .

و رَجَفَتِ الْأَرْضُ: زُلْزِلَت، و منه قَوْلُهُ تَعَالَى: يَوْمَ تَرْجُفُ اَلْأَرْضُ وَ اَلْجِبََالُ [6] ، كَأَرْجَفَتْ ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

و رَجَفَ الْقَومُ: تَهَيَّؤُوا للْحَرْبِ، نَقَلَهُ اللَّيْثُ، و هو مَجَازٌ.

قال: و الرَّعْدُ يَرْجُفُ ، رَجْفاً ، و رَجِيفاً : تَرَدَّدَتْ هَدْهَدَتُهُ في السَّحَابِ، وَ يُقَال: سَحَابٌ رَجُوفٌ ، أي يَرْجُفُ بالرَّعْدِ، وَ قيل: يَرْجُفُ مِن كَثْرَةِ الماءِ، قال أَبو صَخْرُ الهُذَلِيُّ:

إِلَى عُمَرَ بْنِ أبي عَبْقَةٍ # بيَلْيَلَ يَهْدِي رِبَحْلاً رَجُوفاً [7]

و الرَّجْفَةُ : الزَّلْزَلَةُ، وَ قال اللَّيْثُ: الرَّجْفَةُ في القُرْآنِ: كُلُّ عَذَابٍ أَخَذَ قَوْماً فهو رَجْفَةٌ و صَيْحَةٌ و صَاعِقَةٌ، و قال الفَرَّاءُ -في تَفْسِيرِ قَوْلِه تعالَى: يَوْمَ تَرْجُفُ اَلرََّاجِفَةُ . `تَتْبَعُهَا اَلرََّادِفَةُ [8] - اَلرََّاجِفَةُ : النَّفْخَةُ الأُولَى‌ و هي التي تَمُوتُ لها الخَلائِقُ. و اَلرََّادِفَةُ : النَّفْخَةُ الثَّانِيَةُ، التي يَحْيَوْنَ لها يَوْمَ القِيَامَةِ، و سيُذْكَرُ قَرِيباً، و قال أَبو إِسْحَاقَ: اَلرََّاجِفَةُ : الأَرْضُ تَرْجُفُ ، تَتَحَرَّكُ حَرَكَةً شَدِيدَةً، و قال مُجَاهِدٌ: هي الزَّلْزَلَةُ.

و الرَّجَّافُ ، كَشَدَّادٍ: اسْمُ‌ الْبَحْرِ، سُمِّيَ به‌ لاِضْطِرَابِهِ، قاله‌ [9] الجَوْهَرِيُّ: زادَ غيرُه: و تَحَرُّك أَمْوَاجِهِ، اسْمٌ كالقَذَّافِ، و أَنْشَدَ للشَّاعِرِ، و هو ابنُ الزِّبَعْرِي‌ [10] ، و يُرْوَى


[1] ما بين معقوفتين سقط من الأصل و استدرك عن القاموس.

[2] الذي في اللسان عن الأزهري: «و منهم من يقول رأفٌ، بسكون الهمزة» و انظر التهذيب 15/238.

[3] في القاموس: «و رآفَةً» و سينبه الشارح الى صوابها، و المثبت بالتحريك كما نظر له الشارح.

[4] قبلها، بالأصل، «قال: كرجفان... » حذفنا لفظة «قال» بما يتفق مع سياق التهذيب و اللسان.

[5] في الأساس: «أسناخها» و الأصل كالتهذيب و اللسان.

[6] سورة المزمل الآية 14.

[7] البيت في ديوان الهذليين 2/70 في شعر صخر الغي و روايته فيه:

إلى عَمَرَيْن إلى غيقة # فَيَلْيَلَ يهدي ربحلا رجوفا

وَ يروى يزجى بدل يهدي و يروى زحوفا بدل رجوفا و في الديوان فسر عمران بأنه اسم بلدة. و قد ثناه ضرورة. و في غيقة عدة أقوال و هي اسم لمواضع عدة. و يليل جبل بالبادية.

[8] سورة النازعات الآيتان 6 و 7.

[9] بالأصل: «قال الجوهري» . و انظر الصحاح.

[10] عن سيرة ابن هشام على هامش الروض للسهيلي 1/161 و بالأصل «ابن الزهري» و كان ابن الزبعري قد مدح بني عبد مناف.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 12  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست