وَ قد أَحْشَفَتِ النَّخْلَةُ: صارَ تَمْرُهَا حَشَفاً و في المَثَلِ:
«أَ حَشَفاً و سُوءَ كِيلَةٍ؟» ، هََكذا ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ و لم يُفَسِّرْهُ، وَ في العُبَاب: انْتِصَابُه بإِضْمَارِ الفِعْلِ، أي: أَتَجمَعُ التَّمْرَ الرَّدِيءَ و الكَيْلَ المُطَفَّفَ؟، يُضْرَبُ في خَلَّتَيْ إِساءَةٍ تَجْتَمِعان علَى الرَّجُلِ.
وَ أَحْشَفَ ضَرْعُ الناقَةِ: إذا تَقَبَّضَ [1] و اسْتَشَنَّ، أي: صار كالشَّنِّ.
وَ حَشَفَ خِلْفُ النَّاقَةِ: إذا ارْتَفَعَ منها اللَّبنُ، نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ.
وَ تَحَشَّفَتْ أَوْبَارُ الإِبِل: طارَتْ عنها و تَفَرَّقَتْ، لُغَةٌ في السِّينِ.
وَ يُقَال: رأَيْتُ فُلانًا مُتَحَشِّفاً : أي سَيِّيءَ الحالِ، مُتَقَهِّلاً، رَثَّ الهَيْئَةِ، و قيل: مُبْتَئِساً مُتَقَبِّضاً، و قيل: مُشَمِّرًا ثَوْبَهُ.
حصف [حصف]:
الْحَصْفُ : الْإِقْصَاءُ و الْإِبْعَادُ، كالْإحصَافِ ، كذا في النَّوادِرِ، و كذا، حَصَبَهُ عن كذا، و أَحْصَبَهُ: إذا أَقْصَاهُ.
و الحَصَفُ بِالتَّحْرِيكِ: الْجَرَبُ الْيَابِسُ، وَ قد حَصِفَ جِلْدُه، كَفَرِحَ: جَرِبَ، كما في الصِّحاح، و قيل:
الحَصَفُ : بَثْرٌ صِغَارٌ يَقِيحُ و لا يَعْظُمُ، و ربما خَرَجَ في مَرَاقٍّ البَطْنِ أَيَّامَ الحَرِّ.
و حَصُفَ الرَّجُلُ، كَكَرُمَ: اسْتَحْكَمَ عَقْلُهُ، فهو حَصِيفٌ : مُحْكَمُ العَقْلِ، و المَصْدَرُ الْحَصَافَةُ ، ككَرُمَ فهو كَرِيمٌ، و هو مَجَازٌ، و يُقَال: الحَصَافَةُ : ثَخَانَةُ العَقْلِ و جَوْدَةُ الرَأْي، قال:
حَدِيثُكَ في الشِّتَاءِ حَديثُ صَيْفٍ # وَ شَتْوِيُّ الْحَدِيثِ إذا تَصِيفُ
و فَرَسٌ مُحْصِفٌ ، كمُحْسِنٍ، و مِنْبَرٍ، و مِصْبَاح، كما في الْمِصْبَاحِ [3] ، و الذي في الصِّحَاحِ نَاقَةٌ مِحْصَافٌ ، و شَاهِدُه قَوْلُ عبدِ اللََّه بنِ سَمْعَانَ التَّغْلِبِيِ [4] :
وَ سَرَيْتُ لا جَزِعاً و لا مُتَهَلِّعاً # يَعْدُو برَحْلِي جَسْرَةٌ مِحْصَافُ
أَو هو، أي: الإِحْصَافُ : أَنْ يُثِيرَ الْحَصْبَاءَ في عَدْوِهِ، نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، أَو هو مَشْيٌ فيه تَقَارُبُ خَطْوٍ، و هو مَعَ ذََلِكَ سَرِيعٌ، قَالَهُ ابنُ السِّكِّيتِ، و قال أَبو عُبَيْدَةَ: الإِحْصَافُ في الخيلِ: أَن يُخَذْرِفَ الْفَرَسُ في الجَرْيِ و ليس فيه فَضْلٌ، يُقَالُ: فَرَسٌ مُحْصِفٌ ، و الأُنْثَى مُحْصِفَةٌ، و ذََلِك بُلُوغُ أَقْصَى الحُضْرِ.
و اسْتَحْصَفَ الشَّيْءُ: اسْتَحْكَمَ، وَ هو مَجَازٌ في الرَّأْيِ وَ الْأَمْرِ، حَقِيقَة في الحَبْلِ، و قد نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
و استَحْصَفَ عَلَيه الزَّمَانُ: أي اشْتَدَّ، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وَ هو مَجازٌ.
و مِن المَجَازِ: اسْتَحْصَفَ الْفَرْجُ: ضَاقَ و يَبِسَ عِنْدَ الْجِمَاعِ، وَ ذََلِكَ مما يُسْتَحَبُّ، فهي مُسْتَحْصِفَةٌ ، قال: