نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 12 صفحه : 127
و ذُو الْجِيفَةِ : ع، بيْن الْمَدِينَةِ علَى ساكِنِها الصَّلاةُ وَ السلامُ، و بين تَبُوكَ.و الجِيافُ ، ككِتَابِ: مَاءٌ بَيْن الْبَصْرَةِ، علَى يَسَارِ طَرِيقِ الحَاجِّ منها، بينَهَا و بينَ مَكَّةَ، شَرَّفَهَا اللََّه تعالَى، قال ابنُ الرِّقاعِ:
إِلى ذِي الْجِيافِ ما بِه اليَوْمَ نَازِلٌ # وَ ما حَلَّ مُذْ سَبْتٍ طَوِيلٍ مُهَجِّرُ
وَ قيل: هو بالحاءِ، و هو أَصَحُّ، و سيُذْكَر في مَحَلِّه إِن شاءَ اللََّه تَعَالى.
و الجَيَّافُ . كشَدَّا. النَّبَّاشُ، وَ منه 16- الحديثُ : «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ دَيُّوثٌ [1] و لا جَيَّافٌ » . و إِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّه يَكْشِفُ الثِّيَابَ عن جِيَفِ المَوْتَى و يأْخُذُهَا، و قِيل: سُمِّيَ به لِنَتَنِ فِعْلِهِ، وَ قال ابنُ دُرَيْدٍ: أَصلُ الياءِ في الجِيفَةِ وَاوٌ، و ذكَرها في تَرْكِيبِ «ج و ف» .
و جَافَتِ الْجِيفَةُ ، تَجِيفُ : إذا أَنْتَنَتْ، و أَرْوَحَتْ، كجَيَّفَتْ تَجْيِيفاً ، و اجْتَافَتْ ، وَ منه 14- حديثُ بَدْرٍ : «أَ تُكَلِّمُ أَنَاساً جَيَّفُوا ؟» .
أي: أَنْتَنُوا.
و قال ابنُ عَبَّادٍ: جَيَّفَهُ : إِذا ضَرَبَهُ. قال: و جَيَّفَ فُلانٌ في كذا، و جُيِّفَ : أي فَزَّعَ و أُفْزِعَ. قلتُ: و كأَنَّهُ لُغَةٌ في جُيِفَ ، كعُنِيَ.
*و ممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
انْجَافَتِ الجِيفَةُ : أَنْتَنَتْ.
فصل الحاءِ
مع الفاءِ
حترف [حترف]:
الْحُتْرُوفُ ، كعُصْفُورٍ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ: هو الكَادُّ على عِيَالِهِ، هََكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ، و صاحِبُ اللِّسَانِ، و غيرُهُم.
حتف [حتف]:
الْحَتْفُ الْمَوْتُ، قال الجَوْهَرِيُّ: و لا يُبْنَىمنه فِعْلٌ، و كذا صَرَّحَ به ابنُ فَارِسٍ، و المَيْدَانِيُّ، وَ الْأَزْهَرِيُّ، قال شيخُنَا: و حَكَى ابنُ القُوطِيَّةِ، و ابنُ القَطَّاع -و غيرُهما من أَرْبَاب الأَفْعَالِ-أَنَّه يُقَالُ منه: حَتَفَ ، كَضَرَبَ و إِخَالُه في المِصْبَاحِ أَيضاً. انتهى.
قلتُ: و إِليه يَلْحَظُ كلامُ الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَسَاسِ، حيثُ قال: «المَرْءُ يَسْعَى و يَطُوف، و عَاقِبَتُه الحُتُوف » الحُتُوفُ :
مَصْدَرٌ بمَعْنَى الحَتْفِ . و هو أَيضاً: جَمْعُ حَتْفٍ ، فَتَأَمَّل.
و يُقال: مَاتَ فلانٌ حَتْفَ أَنْفِهِ، و يُقال أَيضا: مات حَتْفَ فِيهِ، وَ هو قَلِيلٌ[2] ، كأَنَّه لِأَنَّ نَفْسَهُ تَخْرُجُ بتَنَفُّسِه منه، كما يَتَنَفَّسُ مِن أَنْفِهِ، و يُقَال أَيضاً: حَتْفَ أَنْفَيْهِ، وَ منه قَوْلُ الشاعِرِ:
وَ يَحْتَمِلُ أَن يكونَ المرادُ مِنْخَرَيْهِ، و يَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ أَنْفَهُ و فَمَهُ، فغَلَّبَ الأَنْفَ للتَّجاوُرِ، و منه 14- الحَدِيثُ :
«و منْ مَاتَ حَتْفَ أَنْفِهِ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اَللََّهِ » . : أي في سَبِيلِ اللََّه، قال أَبو عُبَيْدٍ: هو أَن يَمُوتَ عَلَى فِرَاشِهِ مِن غَيْرِ قَتْلٍ و لا ضَرْبٍ و لا غَرَقٍ و لا حَرَقٍ، و لا سَبُعٍ. و لا غيرِه، وَ في روايةٍ: «فهو شَهِيدٌ» ، قال عبدُ اللََّه بنُ عَتِيكٍ-رَضِيَ اللََّه عنهُ، و هو رَاوِي هََذا الحديث-: و اللََّه إِنَّهَا لَكَلِمَةٌ ما سَمِعْتُها مِنْ أَحَدٍ من العَرَبِ قَطُّ قَبْلَ رسولِ اللََّه صلّى اللّه عَلَيه و سلّم، يعني قولَه: « حَتْفَ أَنْفِهِ» ، و 16- في حديثِ عُبَيْدِ [3] بنِ عُمَيْرٍ، أَنَّه قال في السَّمَك : «ما مَاتَ مِنْها حَتْفَ أَنْفِهِ فَلاَ تَأْكُلْهُ» . يعني السَّمَكَ الطَّافيَ، قال القَطَرِيُّ:
فإِنْ أَمُتْ حَتْفَ أَنْفي لا أَمُتْ كَمَداً # علَى الطِّعَانِ و قَصْرُ الْعَاجِزِ الْكَمَدُ
قال أَبو أحمد الحسنُ بنُ عبدِ اللََّه بنِ سَعِيدٍ العَسْكَرِيُّ: