و يُقال: ذَهَبَتْ نَفْسُهُ تَلَفاً ، و طَلَفاً، مُحَرَّكَتَيْن، بمعْنًى واحدٍ، أي هَدَرًا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
و رَجُلٌ مُخْلِفٌ مُتْلِفٌ ، و مِخْلاَفٌ مِتْلاَفٌ ، وَ قد أَتْلَفَ مَالَهُ: إذا أَفْنَاهُ إِسْرَافاً، و في الصِّحاحِ: رَجُلٌ مِتْلاَفٌ : كَثِيرُ الإِتْلاَفِ لِمَالِهِ.
و أَتْلَفْنَا الْمَنَايَا، في قَوْلِ الفَرَزْدَقِ الشاعر:
و أَضْيَافِ لَيْلٍ قد بَلَغْنَا قِرَاهُمُ
وَ في العُبَابِ: فَعَلْنَا قِرَاهُمُ:
إِلَيْهِمْ و أَتْلَفْنَا الْمَنَايَا و أَتْلَفُوا
وَ في اللِّسَانِ:
وَ قَوْمٍ كِرَامٍ قد نَقَلْنَا إِلَيْهِمُ # قِرَاهُمْ فَأَتْلَفْنَا الْمَنَايَا و أَتْلَفُوا
أي: صَادَفْنَاهَا ذاتَ إِتْلاَفٍ هََؤُلاءِ [4] غَزِيٌّ غَزَوْهُمْ، يقولُ: وقَعْنا بهم فقَتَلْنَاهم، كما تقولُ: أَتَيْنَا فُلانًا فأَبْخَلْنَاهُ وَ أَجْبَنَّاهُ، أي صَادَفْنَاهُ كذََلك، و نَصُّ ابنِ السِّكِّيتِ أي:
صَادَفْنَاهَا تُتْلِفُنَا ، و صَادَفُوهَا تُتْلِفُهم ، قال: أَو صَيَّرْنَا الْمَنَايَا تَلَفاً لهم، و صَيَّرُوهَا تَلَفاً لنا، وَ قال غيرُه: أَو وَجَدْنَاهَا تُتْلِفُنَا ، أي: ذاتَ تَلَفٍ ، أو ذاتَ إِتْلافٍ ، و وَجَدُوهَا تُتْلِفُهُمْ كذََلِك.
*و مِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:
المَتْلَفَةُ : مَهْوَاةٌ مُشْرِفَةٌ عَلَى تَلَفٍ . و التَّلْفَةُ : الْهَضْبَةُ الْمَنِيعَةُ التي يَغْشَى مَن تَعاطَاهَا التَّلَفُ ، عن الهَجَرِيّ، وَ أَنْشَدَ:
وَ رَجلٌ تَلْفَانُ، و تَالِفٌ : أي هَالِكٌ، مُوَلَّدَةٌ، و المَتْلُوفُ :
ضِدُّ المَعْرُوفِ، مُوَلَّدَةٌ أَيضاً، و مِن أَمْثَالِهِم: «السَّلَفُ تَلَفٌ » وَ 16- في الحديثِ : «إنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ » . و سيأْتي في «قرف» .
تنف [تنف]:
التَّنُوفَةُ ، و التَّنُوفِيَّةُ ، قال الجَوْهَرِيُّ: و هََذا كما قالوا: دَوٌّ و دَوِّيَّةٌ؛ لأَنَّها أَرْضٌ مِثْلُهَا، فنُسِبَ إِليها: الْمُفَازَةُ، و
6 *
القَفْرُ من الأَرْضِ، قال المُؤَرِّجُ: التَّنُوفَةُ : الأَرْضُ الْوَاسِعَةُ الْبَعِيدَةُ[5] ما بَيْنَ الْأَطْرَافِ، أَو هي الْفَلاَةُ التي لاَ مَاءَ بها و لا أَنِيسَ، و إِن كَانَتْ مُعْشِبَةً، وَ هََذا قولُ ابنُ شُمَيْلٍ، و قالَ أَبو خَيْرَةَ: هي البَعِيدَة، و فيها مُجْتَمَعُ كَلإٍ، وَ لََكنْ لا يُقْدَرُ علَى رَعْيِهِ لِبُعْدِهَا، و أَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لابنِ أَحْمَرَ:
فأقسمت عند النصب: إني لهالك # بملتفّةٍ ليست بغبط و لا خفض
وَ على هذه الرواية فلا شاهد فيه، و المثبت كرواية اللسان و فيه: قال طرفة أو غيره.
[4] بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: هؤلاء الخ كذا في الأصل و ليحرر» وَ في اللسان غزا: و رجل غازٍ من قوم غُزًّى... و غَزِيٌّ على مثال فعيلٍ. حكاها سيبويه و قال قلبت الواو ياء لخفة الياء و ثقل الجمع.
قال الأزهري يقال لجمع الغازي غزيٌّ مثل ناد و ندِيٍّ، و شاهده قول زياد الأعجم، و قيل لغيره:
قل للقوافل و الغزيّ إذا غزوا # وَ الباكرين و للمجدّ الرائح.