نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 279
و يقال: هذه أَرض مُسْتَوِيَةٌ [1] لا رِبَاءَ فيها و لا وِطَاءَ ، أَي لا صُعودَ فيها و لا انخفاض. و قَدْ وَطَّأَها اللّهُ تَعَالى16- و في حديث القَدَر «وَ آثَارٍ مَوْطُوءَةٍ ». أَي مَسْلُوك عليها بما سَبَق به القَدَرُ مِن خَيرٍ أَو شَرّ.
وَ وَاطَأَهُ على الأَمْرِ مُواطَأَةً وَ وِطَاءً : وَافَقَهُ، كَتَواطَأَهُ ، و تَوَطَّأَهُ ، و فُلانٌ يُواطِئُ اسمُه اسمى، و تَوَاطؤوا عليه:
تَوافَقُوا، و قوله تعالى لِيُوََاطِؤُا عِدَّةَ مََا حَرَّمَ اَللََّهُ[2] هو من وَاطَأْتُ . و تَوَاطَأْنَا عليه و تَوَاطَأْنَا [3] : تَوَافَقْنَا، و المُتواطِئُ :
المُتوافِقُ، 14- و في حَدِيث لَيْلَة القَدْرِ «أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَواطَتْ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ». قال ابنُ الأَثير: هكذا رُوِيَ بترْكِ الهمزِ، و هو من المُوَاطَأَةِ ، و حقيقتُه كأَنَ [4] كُلاًّ منهما وَطِئَ ما وَطِئَه الآخرُ، و في الأَساس: و كُلُّ أَحَدٍ يُخْبِرُ بِرسولِ اللّه صلّى اللّه عليه و سلّم بِغَيْرِ تَوَاطُؤٍ و نقل شيخُنا عن بعض أَهلِ الاشتقاق أَن أَصْلَ المُواطَأَةِ أَن يَطَأَ الرَّجُلُ بِرِجْله مَكَان رِجْلِ صاحبِه، ثم اسْتُعمِلَ في كلِّ مُوافقةٍ. انتهى.
قلت: فتكون المُواطَأَةُ على هذا مِن المَجاز.
و في لِسان العرب: و من ذلك قولُه تَعالى إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وِطَاءً [5] بالمدّ أَي مُواطَأَةً ، قال: و هي المُوَاتاةُ، أَي مُواتَاةُ السَّمْعِ و البَصرِ إِيَّاهُ، و قُرِئَ أَشَدُّ وَطْئاً أَي. قِيَاماً. و في التهذيب: قَرَأَ أَبو عمرٍو و ابنُ عامِر وِطَاءً ، بكسر الواو و فتح الطاءِ و المدّ و الهمز، من المُواطَأَةِ و الموافقة [6] و قرأَ ابنُ كَثِير و نافِعٌ و عاصِمٌ و حَمْزَةُ و الكِسائِيُّ:
وَطْئاً [بفتح الواو ساكنة الطاءِ]مقصورة مهموزة، و الأَول اختيارُ أَبي حاتمٍ، و روى المُنْذِرِيُّ عن أَبي الهَيْثَم أَنه اختارها أَيضاً.
و الوَطِيئَةُ ، كسَفِينَةقال ابن الأَعرابيّ: هي الحَيْسَةُ، و في الصحاح أَنها ضَرْبٌ من الطعامِ، أَو هي تَمْرٌ يُخْرَجُ نَوَاهُ و يُعْجَنُ بِلَبَنِ، وقيل: هي الأَقِطُ بِالسُّكَّرِ. و في التهذيب:
الوَطِيئَةُ : طَعَامٌ للعرب يُتَّخَذُ مِن التَّمْرِ، و هو أَن يُجْعَل فيبُرْمَةٍ و يَصَبَّ عليه الماءُ و السَّمْنُ إِن كان، و لا يُخْلَطُ به أَقِطٌ، ثم يُشْرَبُ كَمَا تُشْرَبُ الحَيْسَةُ. و قال ابنُ شُمَيْلٍ: الوَطِيئَةُ :
مثلُ الحَيْسِ، تَمْرٌ و أَقِطٌ يُعْجَنانِ بالسَّمْنِ. و روي عن المفضَّل: الوَطِيءُ و الوَطِيئَةُ : العَصِيدَةُ الناعِمَةُ، فإِذا ثَخُنَتْ فهي النَّفيتَةُ، فإِذا زادَتْ قَلِيلاً فهي النَّفِيثَةُ فإِذا زادَتْ فهي اللَّفِيتَةُ، فإِذا تَعَلَّكَتْ فهي العَصِيدَةُ، وقيل: الوَطِيئَةُ شَيْءٌ كالغِرَارَةِ أَو هي الغِرَارَةُيكون فِيها القَدِيدُ و الكَعْكُ و غيرُهما [7] ، 16- و في الحديث «فأَخْرَجَ إِلَيْنَا ثَلاَثَ أُكَلٍ مِنْ وَطِيئَةٍ ». أَي ثَلاَث قُرَصٍ مِن غِرَارة.
وَ وَاطَأَ الشاعِرُ في الشِّعْرِ، وَ أَوْطَأَ فيه، و أَوْطَأَهُ إِيطاءً وَ وَطَّأَ ، وَ آطَأَ على إِبدالِ الأَلف من الواو و أَطَّأَ : كَرَّرَ القَافِيَةَ لَفْظاً و مَعْنًىمع الاتحاد في التعريف و التنكير، فإِن اتفق اللفظُ و اختلف المعنى فليس بإِيطءٍ [8] ، و كذا لو اختلفا تعريفاً و تنكيراً، و قال الأَخفش: الإِيطاءُ : رَدُّ كلمةٍ قد قَفَّيْتَ بها مَرَّةً، نحو قافيةٍ على رَجُل، و أُخرى على رَجُل، في قصيدةٍ، فهذا عَيْبٌ عند العَرب، لا يختلفون فيه، و قد يقولونه مع ذلك، قال النابغة:
أَو أَضَعُ البَيْتَ فِي سَوْدَاءَ مُظْلِمَةٍ # تُقَيِّدُ العَيْرَ لا يَسْرِي بها السَّارِي
قال ابنُ جِنّي: و وجهُ استقباحِ العَربِ الإِيطاءَ أَنَّه دَالٌّ عِنْدَهم على قِلَّةِ مادَّةِ الشاعِر، و نَزَارَةِ ما عِنْدَه حتى اضطُرَّ [9]
إِلى إِعادةِ القافِيةِ الواحدةِ في القصيدةِ بلفْظِها و مَعناها، فيَجْرِي هذا عِندَهم لِمَا ذَكَرْناه مَجْرَى العِيِّ و الحَصَرِ، و أَصلُه أَن يَطَأَ الإِنسانُ في طَرِيقه على أَثَرِ وَطْءٍ قَبْلَه، فيُعِيدَ الوَطْءَ على ذلك الموضع، و كذلك إِعادةُ القافِيةِ من هذَا.
و قال أَبو عمرو بن العلاءِ: الإِيطاءُ ليس بِعَيْبٍ في الشِّعر عند العرب، و هو إِعادَةُ القافِيَة مرَّتَيْن. و رُوِيَ عن ابن سَلاّمٍ الجمحي أَنه قال: إِذا كَثُرَ الإِيطاءُ فِي قَصيدةٍ مَرَّاتٍ فهو عَيْبٌ عندهم.