نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 277
منظور في قوله تعالى: وَقُودُهَا اَلنََّاسُ وَ اَلْحِجََارَةُ*[1] فقال:
الوَقُودُ، بالفتح: الحَطَبُ، و الوُقُود، بالضمّ: الاتِّقَادُ، و هو الفِعْلُ، قال: و مثل ذلك الوَضُوءُ ، هو الماءُ، و الوُضُوءُ هو الفِعْلُ وَ مصدرٌ أَيضاًمن تَوَضَّأْت للصلاةِ، مثلُ الوَلُوعِ و القَبُولِ، و قيل الوُضُوءُ بالضمّ المصدرُ و حُكِيَ عن أَبي عمرو بن العَلاءِ القَبُولُ بالفتح مصدرٌ لم أَسمع غيرَه. ثم قال الأَخفش أَوإِنهما لُغَتَانِبمعنًى واحدٍ كما زَعموا قَدْ يجوز أَن يُعْنَى بِهما المَصْدَرُ، و قَدْيجوز أَن يُعْنَى بِهما الماءُ، و قيل القَبُول و الوَلُوع مَفْتوحانِ و هما مصدرانِ شاذَّان، و ما سواهما من المَصادر فَمبْنِيٌّ على الضمّ. و في التهذيب: الوَضُوءُ : الماءُ، و الطَّهُور مثلُه، قال: و لا يُقال فيهما بضمّ الواو و[الطَّاءِ] [2] و لا يقالُ الوُضُوءُ و الطُّهُورُ، قال الأَصمعيُّ: قلت لأَبي عمرٍو: ما الوَضُوءُ ؟قال: الماءُ الذي يُتَوَضَّأُ به، قلت: فما الوُضُوءُ ؟بالضمّ، قال: لا أَعرفه.
و قال ابنُ جَبَلَة: سمعت أَبا عُبَيْدٍ يقول: لا يجوز الوُضُوءُ ، إِنما هو الوَضُوءُ ، و قال ثَعْلَبٌ: الوُضُوءُ : المَصدرُ [3] ، و الوَضُوءُ : ما يُتَوَضَّأُ به.
قلتُ: و الفَعُولُ في المصادر بالفتح قَلِيلٌ جِدًّا غيرَ خَمْسَةِ أَلفاظٍ فيما سَمِعْتُ ذَكرها ابنُ عُصفورٍ، و ثَعْلَبٌ في الفصيحِ، و هي: الوَضُوءُ ، و الوَقُودُ، و الطَّهُورُ، و الوَلُوعُ، و القَبُولُ، وَ زِيدَ العَكُوفُ بمعنى الغُبَارِ، و السَّدُوسُ بمعنى الطَّيْلَسَانِ، و النَّسُوءُ بمعنى التَّأْخِيرِ، و من طَالَع كِتابَنَا كَوْثَرِيّ النَّبْع، لفتًى جَوْهَرِيّ الطَّبْع، فقد ظَفِرَ بالمُرَاد.
وَ تَوضَّأَ الغُلاَمُ و الجَارِيَةُ: أَدْرَكَاأَي بلَغَ كُلٌّ منهما الاحْتِلاَمَ، عن أَبي عمرٍو، و هو مَجازٌ.
وَ وَاضَأَهُ فَوَضَأَهُ يَضَؤُهُ أَي كوضَع يَضَعُ، و هو من الشَّوَاذّ، لمَا تَقَرَّر أَن أَفْعَال المُبالَغةِ كُلَّها كنَصَر، و شَذَّ خَصَم فَإِنه كَضَرب، كما يأْتي، و بعض الحَلْقِيَّاتِ كَهذا على رَأْيِ الكِسائيّ وَحْدَه، قاله شيخُنا، أَي فاخرَهُ بِالوَضَاءَةِ الحُسْنِ و البَهْجَةِ فَغَلَبَهُفيها. *و مما يستدرك عليه:
الوَضِيءُ ، كأَميرٍ، لقبُ عبدِ اللّه بن عُثْمَانَ بن وَهْبِ بن عَمْرِو بن صَفْوَان الجُمَحِيّ، و أَبو الوَضِيءِ عَبَّادُ بن نُسَيْب، عن أَبي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيّ، و أَيضاً كُنْيَةُ مُحَمَّدٍ بن الوَضِيءِ بن هِلاَلٍ البَعْلَبكِّيِّ من شُيوخ ابنِ عَدِيٍّ.
وطأ [وطأ]:
وَطِئَهُ ، بالكسر، يَطَؤُهُ وَطْأً : دَاسَهُبِرِجْله، وَ رَطِئْنا العَدُوَّ بالخَيْلِ، أَي دُسْنَاهُم، قال سِيبويِه: و أَما وَطِئَ يَطَأُ فمِثلُ وَرِمَ يَرِمُ، و لكنهم فَتَحوا يَفْعل و أَصلُه الكسر، كما قالوا: قَرَأَ يَقْرَأُ، و قرأَ بعضُهم: طََه . مََا أَنْزَلْنََا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقىََ[4] بتسكين الهاءِ، و قالوا: أَرادَ طَإِ الأَرْضَ بِقَدَمَيْكَ جَميعاً، 14- لأَن النبيَّ صلّى اللّه عليه و سلّم كان يَرْفَع إحدى رِجْلَيْه في صَلاتِه.
قال ابنُ جِنّي: فالهاءُ على هذا بَدَلٌ من هَمْزَةِ طَأْ ، كَوَطَّأَهُ مُضَعَّفاً، قال شيخُنا: التضعيفُ للمبالغة، و أَغفله الأَكْثَرُ، و تَوَطَّأَهُ حكاه الجوهريُّ و ابنُ القَطَّاع، و هذا مما جاءَ فيه فَعِلَ و فَعَّلَ و تَفَعَّلَ. قال الجوهريُّ: و لا يقال تَوَطَّيْتُ [5] ، أَي بالياءِ بدل الهمزة.
و وَطِئَ المَرْأَةَ يَطَؤُهَا : جَامَعَهَاقال الجوهريُّ: وَطِئْتُ الشَّيْءَ بِرِجْلِي وَطْأً ، وَ وطِئَ الرجلُ امرأَتَه يَطَأُ ، فيهما، سَقطت الواوُ مِن يَطَأُ ، كما سقطَتْ مِن يَسَعُ لِتَعدِّيهما، لأَن فَعِلَ يَفْعَل مما اعتَلَّ فاؤُه لا يكون إِلاَّ لازماً فلما جَاءَا مِن بَيْن أَخَواتِهما مُتَعَدِّيَيْن خُولِفَ بهما نَظائِرُهما.
وَ وَطُؤَ ، كَكَرُمَ، يَوْطُؤُ على القياس في المضموم، يقال: