responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 208

أَو خاصٌّ بالجَحْدِأَي لا يُتَكَلَّم به إِلاَّ مع الجَحْد، فإِن استعمل بغير ما و نحوها فهي مَنْوِيَّة، على حسب ما يجي‌ءُ عليه أَخوَاتُها وربما حَذفت العربُ حرْفَ الجَحْدِ من هذه الأَلفاظ و هو مَنْوِيٌّ، و هو كقوله تعالى: قََالُوا تَاللََّهِ‌ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ‌حَتََّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ اَلْهََالِكِينَ [1] أَي ما تَفْتَأُ كذا في سائر النسخ، و الصواب: لا تَفتأُ ، كما قدَّره جَميعُ النحاةِ و المُفسِّرِين‌ [2] ، و لا اعتبارَ بما قَدَّرَه المُصَنِّف و إِن تَبِع فيه كثيراً من اللغويين، لأَنه غَفْلَةٌ، قاله شيخُنا.

و قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ:

أَنَدَّ مِنْ قَارِبٍ دَرْجٍ قَوَائِمُهُ # صُمٍّ حَوَافِرُه ما تَفْتَأُ الدَّلَجَا

أَراد: ما تَفْتَأُ من الدَّلَج.

و فَتَأَ كمَنَع‌تكون تامَّةً بمعنى سَكَن، و قيل‌ كَسَر و أَطْفَأَ و هذه‌ عن‌إِمام النحو أَبي عبد اللََّه محمد بن مالك‌ذكره‌ في كِتابه جمع اللغاتِ المُشْكِلة، و عزاه‌أَي نَسَبه‌ للفرَّاء، و هو صحيح‌أوْرَدَه ابنُ القُوطِيَّة و ابنُ القطَّاع، قال الفرَّاءُ: فَتَأْتُه عن الأَمرِ: سَكَّنْتُه، و فَتَأْتُ النَّارَ أَطفأْتُها و غلِطَالإِمام أَثير الدين‌ أَبو حَيَّان‌الأَندلسيُ‌ و غَيْرُه في تَغليطه‌إِياه حيث قال:

إِنه وَهَمٌ و تصحيف عن فَثَأَ، بالثاء المثلَّثة، قالوا: و هذا من جُمْلة تَحامُلاتِ أَبي حيَّانَ المُنْبِئَة على قُصوره، قاله شيخنا.

فثأ [فثأ]:

فَثَأَ الرجلُ‌ الغَضَبَ كمَنَع‌ [3] يَفْثَؤُه فَثْأً : سَكَّنَه‌بِقَوْلٍ أَو غيرِه‌ و كسَره. و في الأَساس: و من المجاز: فَثَأْتُ غَضَبَه، و كان زيدٌ مغتاظاً عليك فَفَثَأْتُه و من أَمثالهم، أَي في اليسير من البِرِّ «إِن الرَّثِيئَةَ تَفْثَأُ الغَضَب» [4] انتهى و قد تقدم معنى المثل في رث أَو 17- في حديث زِيادٍ : لهو أَحبُّ إِليَّ مِن رَثِيئَةٍ فُثِئَتْ بِسُلالَة [5] . أَي خُلِطَتْ به و كُسِرَتْ حِدَّته، و فَثِى‌ءَ هو أَي كفرح: انكسر غَضَبُه‌ و فَثَأَ القِدْرَ يَفْثَؤُه فَثْأً و فُثُوءاً المصدران عن اللحيانيّ: سَكَّن غَلَيانَهابماءٍ بارد أَو قَدْح بالمِقْدَحة، قال الجَعْدِيُّ رضي اللََّه عنه:

تَفُورُ عَلَيْنَا قِدْرُهُمْ فَنُدِيمُها # و نَفْثَؤُهَا عَنَّا إِذَا حَمْيُهَا غَلاَ

بِطَعْنٍ كَتَشْهَاقِ الجِحَاشِ شَهِيقُهُ # و ضَرْبٍ لَهُ مَا كَانَ مِنْ سَاعِدٍ خَلاَ

و كذلك أَنشدهُ الجوهريُّ و ابنُ القُوطِيَّة و ابن القطّاع، و نَسَبه في التهذيب إِلى الكُمَيْتِ. و قِدْرُهم، أَي حَرْبُهم.

و سَكَّن بالتضعيف، و غَليَانَها منصوب على المفعولية، و في بعض النسخ بالتخفيف، و غليانها مرفوع، و هو غَلط، و تقول: غَلَتْ بُرْمَتُكم فَفَثَأْتُها ، أَي سَكَّنْتُ غَلَيانَها. و من المجاز: أَطْفَأَ فُلانٌ النَّائِرَة، و فَثَأَ القُدُورَ الفَائِرَة، كذا في الأَساس. و فَثَأَ الشيْ‌ءَ يَفْثَؤُهُ فَثْأً و فُثُوءاً سَكَّن‌بالتضعيف‌ بَرْدَه بالتَّسْخِين‌و فَثَأْتُ الماءَ فَثْأً إِذَا ما سَخَّنْتَه، عن أَبي زيد، و كذلك كلّ ما سَخَّنْتَه و فَثَأَتِ الشمسُ الماءَ فُثُوءاً : كَسَرَتْ بَرْدَه‌ و فَثأَ الشَّيْ‌ءَ عنه‌ يَفْثَؤُه فَثْأً : كَفَّه‌و مَنعه. و فَثَأْتُ [6] عَنِّي فُلاناً فَثْأً إِذا كَسَرْتَه‌ [6] عنك بقولٍ أَو غيره‌ و فَثَأَ اللَّبَنُ‌ يَفْثَأُ فَثْأً إِذا أُغْلِيَ فَارتفَع له زَبَدٌ [7] و تَقَطَّعَ‌من التَّغَيُّرِ فهو فاثِئٌ ، عن أَبي حاتم، و جوَّزَ شيخُنا نَصْبَ اللبن.

وعَدَا الرجلُ حتَّى‌ أَفْثَأَ أَي‌ أَعْيَاو انْبَهَرَ و فَتَرَقالت الخَنساءُ:

أَلاَ مَنْ لِعَيْنِي لاَ تَجِفُّ دُمُوعُها # إِذا قُلتُ أَفْثَتْ تَسْتَهِلُّ فَتَحْفِلُ‌

أَرادَتْ أَفْثَأَتْ ، فَخفَّفَت‌ و أَفْثَأَ الحَرُّ: سَكَنَ‌و فَتَر، و زعم شيخنا أَن فيه إِيجازاً بالغاً رُبَّما يُؤَدِّي إِلى التخْليطِ و هو على بادِى‌ء النَّظر كذلك، و لكن فَتَر مَعطوفٌ على أَعْيَا و سَكَنَ، و ما بعدَه ليس من معناه، كما بَيَّنَا، فلا يكون تخليطاً، و أَما الإِيجاز فمن عادته المَسْلوفَةِ لا يُؤَاخذُ في مِثلِه‌ و أَفثَأَ بالمكان: أَقَامَ‌به، يقال: قد نَوَيْتُم المَسيرَ حتى‌ [8] أَقمتُم عنه و أَفثَأْتُم ، و أَطبقَت السماءُ ثم أَفثأَتْ [9] و ما تَفْشأُ تَفعل بمعنى


[1] سورة يوسف الآية 85.

[2] بهامش المطبوعة المصرية: أي لأن النحاة ذكروا أن من شروط حذف الثاني أن يكون «لا»اهـ.

[3] في القاموس «كجمع»و في نسخة «كمنع».

[4] عبارة الأساس: «ففثأته عنك، و في المثل: إن الرثيئة مما يفثأ الغضب».

[5] مرّ، مادة (رثأ) و انظر النهاية.

[6] عن اللسان، و بالأصل: و فثأ عني... كسره.

[7] ضبط اللسان: زُبْدٌ.

[8] الأساس: ثم.

[9] زيد في أساس البلاغة: أي أجهت.

نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي    جلد : 1  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست