نام کتاب : تاج العروس من جواهر القاموس نویسنده : المرتضى الزبيدي جلد : 1 صفحه : 14
و مدرسته و بخاصة صعوبة البحث فيه، يزاد إليها مأخذان مهمان:
أولهما: التكرار الظاهر في الشواهد و في التفسيرات.
و ثانيهما: إيراد التفسيرات المختلفة أو المتعارضة دون بذل أي جهد للتوفيق بينهما [1] .
2-المرحلة الثانية في تطور المعاجم العربية:
النظام الألفبائي الخاص:
أرباب هذه المرحلة يتمثلون بشكل رئيسي في ابن دريد و ابن فارس، اللذين حاولا التخلص من مدرسة «كتاب العين»و نظام الخليل و طريقته و نهجه في ترتيب مواد المعجم، لكنهما وجدا في استنان طريق آخر مختلف صعوبة.
فأما ابن دريد، و قد أدرك صعوبة البحث في كتاب العين عن معاني الكلمات التي يستغلق فهمها على الباحث، كما شعر أنه بترتيب مواد المعجم حسب النظام الألفبائي يخفف كثيرا من هذه الصعوبة، و رأى أيضا أن نظام التقليبات الذي ابتدعه الخليل أساس سليم لاستيعاب معظم مواد اللغة العربية، فأحب أن يجمع بين ترتيب الألفباء العادي و بين نظام التقليبات الخليلي فوضع معجمه «الجمهرة»على هذا الأساس.
جمهرة اللغة:
مؤلفه أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أحد أئمة اللغة و الأدب.
و اسم الكتاب دل على مقصد ابن دريد من تأليف معجمه، فهو عنى بتدوين جمهور اللغة العربية.
و يعتبر جمهرة اللغة من مشاهير كتب اللغة التي نسجت على منوال العين [2] ، و لم يكن كتاب الجمهرة صورة مكرورة للخليل بل بينه و بين «العين»نقاط يلتقيان فيها، و أوجه خلاف.
إلاّ أن هذا الخلاف-كما يقول أحمد عطار في مقدمة الصحاح [3] -بين طريقة الرائد المتبوع و الأتباع لا يعود إلى قصد المخالفة، و لكنه التطور الذي نشهده بين المبتكر و من يجيء بعده، فيزيد الخلف على السلف زيادة لا تنقص من قدر الإمام الرائد.