نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 36
ثم لا يبعد أن يكون الاختلاف في الخبر و الانشاء أيضا كذلك، فيكون الخبر موضوعا ليستعمل في حكاية ثبوت معناه في موطنه، و الانشاء ليستعمل في قصد تحققه و ثبوته، و ان اتفقا فيما استعملا فيه فتأمل (1).
فان قلت: ان الطبيعي لمعنى (من)- مثلا- هو الابتداء، و نسبة الابتداء الى (من) نسبة الطبيعي الى الفرد.
قلت: الابتداء ليس هو الطبيعي ل (من)، لان (من) موضوعة لتدل على النسبة القائمة بين المبتدأ به، و المبتدأ من عنده، و المتحمل لمبدأ ما به الابتداء هو السير، و هو من مقولة الحركة، و المتحمل لمبدأ ما منه الابتداء، هو البصرة، و (من) مدلولها النسبة القائمة بين ما به الابتداء، و ما منه الابتداء.
(1)
[الخبر و الانشاء]
توضيح المطلب: ان الجمل على ثلاثة انواع:
- منها ما يختص بالاخبار، و لا يستعمل في الانشاء ابدا، كضرب زيد، و زيد قائم.
- و منها ما يختص بالانشاء، و لا يستعمل في الاخبار ابدا، كصيغتي الامر و النهي.
- و منها ما يستعمل تارة في الاخبار، و اخرى في الانشاء، كبعت، و ملكت فانها تستعمل في الاخبار عن وقوع البيع و التمليك، و اخرى في انشاء البيع و التمليك، و مثل ايدك اللّه، فانها تستعمل للاخبار عن تأييد اللّه، و تستعمل للانشاء بقصد الدعاء. و هذه الثالثة هي محل الكلام.
ثم لا يخفى ان الاحتمالات في المقام ثلاثة:
الاول: دخول قصد الحكائية و الانشائية في الموضوع له.
الثاني: خروجهما عن الموضوع له اصلا.
الثالث: دخولهما بنحو الاشارة الى ما وضع له: بان يكون قصد الحكاية في الاخبارية مشيرا الى وضع بعت للمعنى في مقام الاخبار، و قصد الانشائية مشيرا الى وضع بعت للمعنى في مقام قصد ايجاده و ثبوته باللفظ.
نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 36