نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 244
.....
حقيقة الانسان، و شرح ماهيته، فيقال: الانسان حيوان ناطق. و لو كان مفهوم الناطق مركبا من مفهوم الشيء و النطق المضاف اليه بعد وضوح كون مفهوم الشيء من الاعراض العامة لكافة المقولات و انواعها للزم ان يكون هذا العرض العام مقوما و داخلا في ذات النوع، لبداهة دخول فصله في حقيقة ماهيّته، فاذا كان فصله مركبا من مفهوم الشيء و النطق كان مفهوم الشيء داخلا في حقيقة النوع، لانه جزء من فصله الذي هو جزء ماهيّته، فيدخل العرض العام المعلوم خروجه عن ذاتيات الماهية في مقومات الماهية و ذاتياتها. و الى هذا اشار بقوله: «المشتق على ما حققه المحقق الشريف في بعض حواشيه بسيط منتزع عن الذات باعتبار تلبسها بالمبدإ و اتصافها به» لأن المبدأ حيث لا يمكن حمله على الذات اللاحق لها بنفسه، لوضوح ان النطق أو الضحك أو الكتابة لا يصح حملها بانفسها، فلا يصح ان يقال: الانسان نطق أو ضحك، أو زيد كتابة و انما يصح الحمل بطريقين:
الاول: ان يضاف لها ذو فيقال: الانسان او زيد ذو نطق، او ذو كتابة.
الثاني: ان يحمل بواسطة الاشتقاق فيشتق من النطق الناطق، و من الضحك الضاحك، و من الكتابة الكاتب، ليحمل على من تلبّس بهذه المبادئ.
فالمشتق مفهوم انتزع من الذات باعتبار المبدأ الذي لحقها و تلبست به، ليصح حمل ذلك المبدأ عليها و يكون وصفا محمولا عليها و هو بسيط «غير مركب» لعدم صحة كونه مركبا «و قد افاد في وجه ذلك» أي في وجه كونه غير مركب، لأن التركيب اما من المفهوم أو من المصداق، و لا سبيل الى الأول لوضوح «ان مفهوم الشيء لا يعتبر في مفهوم الناطق مثلا» لانه لو اعتبر مفهوم الشيء في مفهوم الناطق فان معنى اعتباره فيه كونه جزء من مفهوم الناطق، و لا يصح هذا الاعتبار «و إلّا لكان العرض العام» أي الشيء الذي هو من الاعراض العامة «داخلا في الفصل» المقوم للحقيقة، فيلزم تقوم الذات من عرضها العام، و لا يعقل ان يكون المقوم
نام کتاب : بداية الوصول في شرح كفاية الأصول نویسنده : آل راضي، الشيخ محمد طاهر جلد : 1 صفحه : 244