ذلك روايات كثيرة خلافا للفلاسفة القائلين بأنّها من صفات الذات ثم ينتهون بذلك إلى ما يشبه الجبر، و حينئذ يكون البداء بالمعنى الذي ذكرناه جوابا عن شبهتين، إحداهما لليهود، و الثانية لبعض الفلاسفة حيث استشكلا في ربط الحادث بالقديم، فذهب اليهود إلى عدم تأثير القديم بالحادث، و لهذا قالوا:
يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ كما جاء في القرآن حكاية عنهم [1]، و ذهب بعض الفلاسفة كالنظام إلى أنّ كلّ الأشياء قديمة و لا حادث أصلا [2].
و كلتا هاتين الشبهتين تندحض بتفسير البداء بالمعنى الذي ذكرناه، لأنّ إرادة اللّه تعالى بعد أن كانت حادثة لا يبقى موضوع للشبهتين.
و بخلاصة ما أمكن قوله في مبحث البداء، يتمّ الكلام في مباحث العام و الخاص.