هل يمكن أن تنشأ الإرادة، من مصلحة في نفس الإرادة، أو لا يمكن ذلك؟
الصحيح هو أن ما أفاده المحقق العراقي، من عدم معقولية ذلك، هو الصحيح، بمعنى أن الإرادة و الشوق و الحب يكون تعلقيا و تبعيا، فلا ينشأ من ملاكات في نفسه، و إنما ينشأ من ملاكات في متعلقاته، و ليس الوجه في ذلك هو البرهان الذي ذكره المحقق العراقي، و هو أنه يلزم من تعلق الإرادة بالفعل مع عدم الفرق بين الفعل و الترك، ترجيح أحد المتساويين بلا مرجح، ليس هذا هو البرهان، لأن هذا البرهان جوابه واضح، و هو أن المرجّح موجود، و غاية الأمر أن المرجّح قائم بنفس الإرادة، لا بالمراد، فلو استشكل مستشكل على هذا المكلف، بأنه لما ذا أردت الإقامة بدلا عن إرادة ترك الإقامة، مع أن كلا من الإقامة و تركها بالنسبة إليك على حد واحد و هذا منك ترجيح بلا مرجح؟. لأجاب، بأن المرجح موجود، و هو مرجّح، لوجود الإرادة على عدمها، لا لوجود الإقامة، على عدمها.
إذن فلا بدّ قبل الوصول إلى كلام المحقق، أن يدّعى بنحو المصادرة وجدانا، بأنّ وجود المرجّح في نفس الإرادة، غير كاف في الترجيح، هذه مصادرة تدّعى وجدانا لا برهانا، بمعنى أن عالم التكوين، بني بهذا النحو، على أن يطلب كل معلول، من علته التي أعدّت له، فمثلا يطلب الإحراق من