responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 366

الفردية، و الفرد موجود في الخارج، فالمشتمل عليه موجود في الخارج إذن فالكلي الطبيعي موجود في الخارج.

المسألة الثانية: [فى تشخيص الكلى الطبيعى‌]

هي أنه بعد التسليم بوجود الكلي الطبيعي في الخارج، وقع النزاع في تشخيصه في أنه ما هو، كيف وجوده و نحو وجوده في الخارج.

و هذا النزاع حكاه الشيخ الرئيس‌ [1]، بينه و بين زميله الهمداني، فالهمداني يرى أن الكلي الطبيعي موجود في الخارج بوجود واحد عددي، بحيث أن وجوده يتميّز عن الوجودات الشخصية، بالسعة و الشمول و نحوه، و هو وجود واحد عددي.

و ابن سينا و بقية الحكماء، يروا أنّ الكلي الطبيعي له آلاف الوجودات في ضمن آلاف الأفراد فليس هناك وجود واحد عددي يشار إليه بأبي الإنسانية، و المتسع لكلّي الإنسانية، بل كلّي الإنسانية، موجود بوجودات كثيرة ضمن أفراد كثيرة.

و لهذا قالوا أولا، بأن نسبة الكلي الهمداني إلى أفراده، نسبة الأب إلى أبنائه، و قالوا ثانيا، بأنّ نسبة الكلي الطبيعي عند ابن سينا، إلى أفراده، نسبة الآباء إلى لأبناء، فكل فرد بلحاظ كونه فردا هو بمثابة الابن و بلحاظ اشتماله على حصة من الطبيعي كأنه الأب.

و على هذا، إن قيل بأن الطبيعة تنوجد بفرد واحد، و لا تنعدم إلّا بانعدام جميع الأفراد، فهذا القول يتناسب مع قول الهمداني في المسألة الثانية من البحث، لأنّ الكلي الطبيعي له وجود واحد عددي، و نسبته إلى الأفراد نسبة الأب إلى أبنائه، فعلى هذا يصح أن يقال بأن وجود الطبيعة يكفي فيه أيّ فرد من أفرادها لوضوح أن الكلي الطبيعي عين الفرد، فوجود الفرد وجود له، و لكن لا ينعدم إلّا إذا انعدمت سائر الأفراد، إذ ما دام يوجد فرد لهذا الكلي‌


[1] النجاة: ابن سينا ص 21.

نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر    جلد : 4  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست