و هذا القول هو المسمّى بالتركب، أي بتركب المفهوم الاشتقاقي في مقابل القائلين بالبساطة، و مفاد هذا القول أن مدلول هيئة المشتق هو النسبة مع الذات، بمعنى أن «عالم» موضوع لشيء له العلم.
و الكلام في هذا القول يقع في مقامين، فتارة يتكلم في المدّعى، دليلا و برهانا على هذا القول، و أخرى يتكلم في المدّعى، برهانا على نقض و إبطال هذا القول.
المقام الأول:
و حاصل برهان أصحاب هذا القول هو، أن مفهوم المشتق لا بد و أن يكون مغايرا لمفهوم المصدر، و لا يعقل أن يكون مفهوم «عالم» هو عين مفهوم «علم»، لأن «علم» لا يصح حمله على الذات، و هو برهان المغايرة، «و عالم» يصح حمله على الذات و هو برهان الاتحاد، و المغاير غير المتحد، فيستحيل أن يكون مفهوم «عالم» و «علم» شيئا واحدا، و إلّا لاستحال أن يتصف تارة بصحة الحمل، و أخرى بعدم صحته، فإذن لا بدّ و أن يكون المصدر و هو «العلم» موضوعا لذات الحدث، و ذات الحدث مغاير وجودا مع زيد، و هيئة المشتق موضوعة لشيء له الحدث، و الشيء الذي له الحدث هو