الأسماء الموضوعة لعناوين عرضية منتزعة من أمر خارج عن الذات، من قبيل عنوان السيف و عنوان الزوج، فإن عنوان السيف ليس ذاتيا للحديد بل هو منتزع عنه بلحاظ أمر خارجي، و عنوان الزوج ليس ذاتيا لزيد بل هو منتزع عنه بلحاظ أمر خارجي، و في هذا القسم، يمكن جريان النزاع لأن كلا الركنين موجود في المقام، فإن السيف و الزوج يحمل على الذات، و المغايرة بين المبدأ و الذات موجودة، فإن الزوجية مغايرة مع ذات زيد، و مبدأ السيف و هو الحالة المخصوصة في الحديد مغايرة ما ماهية الحديد، إذن فهذه العناوين العرضية، يمكن فرض ارتفاع مبادئها مع انحفاظ الذات، لأنها مغايرة للذات، و على هذا يمكن جريان النزاع في هذا القسم الثاني.
و أما القسم الأول الذي ذهبوا فيه إلى عدم تعقل جريان النزاع لأنه لا يمكن انحفاظ الذات مع زوال المبدأ، إذ مع زوال مبدأ الشجرية و الإنسانية، لا شجر و لا إنسان، هنا لا بدّ أن نسأل، مقدّمة للبحث، أنه ما المراد بالذات الذي تقولون بأنها لا تنحفظ بعد زوال الشجرية و الإنسانية؟. هل المراد من الذات المركب النوعي أو المراد من الذات الجسم؟.
و لتوضيح الفكرة نأخذ السيف كمثال، و لا بد أن نشرح تصورات الفلاسفة القدماء حتى نفهم كلمات علماء الأصول، يقولون أن السيف مركب من أربعة أمور:
الأمر الأول هو المادة الصرفة أو القوة الصرفة و هي المسماة بالهيولى.
و الأمر الثاني هو الصورة الجسمية التي تلبسها الهيولى فأصبحت بهذه الصورة الجسمية جسما.
و الأمر الثالث هو الصورة النوعية، و هي كون السيف حديدا، لأن الصورة الجسمية كما هي موجودة في الحديد أيضا هي موجودة في الماء، فالحديد يختلف عن الماء بالصورة النوعية.