بعض بما يروونه، إلّا مسائل دلّ الدليل الموجب للعلم على صحّتها، فإذا خالفوهم فيها أنكروا عليهم، لكان الأدلة الموجبة للعلم و الأخبار المتواترة بخلافه.
و أمّا من أحال ذلك عقلًا، فقد دلّلنا في مضى على بطلان قوله، و بيّنا أنّ ذلك جائز، فمن أنكره كان محجوجاً بذلك).
و هذا التأويل من الشيخ الطوسي (قده) لكلام السيد المرتضى (قده) يفيد الظن الاطمئناني.
الوجه الرابع: هو دعوى التمسك بالعقل،
و هذا قد مضى تقريره في بحث الجمع بين الحكم الظاهري و الواقعي، و بيان وجه القول باستحالة التعبد بالظن مع جوابه.
و بهذا تمّ الكلام في أدلة عدم حجية خبر الواحد.
المقام الثاني: الكلام في أدلة حجية خبر الواحد.
[الكتاب الكريم]
و قد استُدل على حجية خبر الواحد بالأدلة الأربعة، و أولها الكتاب الكريم.
الدليل الأول بالقرآن الكريم، و قد استُدل بعدة آيات منه.
فمن جملتها آية النبأ:
و هي قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ [1].
و الاستدلال بهذه الآية يكون بتقريبين.
التقريب الأول: و يكون بلحاظ مفهوم الوصف.
[1] () سورة الحجرات، آية: 6.