نام کتاب : بحوث في علم الأصول نویسنده : الشيخ حسن عبد الساتر جلد : 10 صفحه : 238
سنة غير مكتوبة كما عرفت في بحث الإجماع، و إنّما نستكشفها من السيرة الخارجية للمتشرعة و عمل الأصحاب، أو سيرة العقلاء.
و قد بيّن الشيخ الأنصاري (قده) في الرسائل [1] وجودها عديدة لتقريب الإجماع، و جمع كثيراً من النكات لتوضيحه، و قد كان أحسن هذه الوجوه هو تقريب الإجماع بالسيرة، وعليه: فنقتصر عليها.
و السيرة التي يمكن الاستدلال بها على حجية خبر الواحد بها تقريبان.
التقريب الأول: الاستدلال بالسيرة العقلائية.
التقريب الثاني: الاستدلال بالسيرة المتشرعية، و عمل أصحاب الأئمة كلا هذين التقريبين تقد نظيره في بحث حجية الظواهر، حيث تكلمنا هناك عن تقريبين للسيرة، كما تكلمنا عن منهجة الاستدلال بكل منهما.
و نحن في المقام، نوجز تلك النكات ضمن تطبيقها على خبر الثقة.
أمّا التقريب الأول الذي هو الاستدلال بالسيرة العقلائية فحاصله: هو أنّنا ندعي وجود مسوغات عقلائية تقتضي الإقدام على العمل بخبر الثقة في مقام تشخيص القضية الشرعية.
و هذه المسوغات العقلائية تنشأ، إمّا بلحاظ استمرار سيرة العقلاء في أغراضهم التكوينية على العمل بأخبار الثقات بحيث يصبح ذلك عادة لهم، و إمّا بلحاظ استقرار بناء العقلاء في مجال الإدانة و تحميل المسئولية على العمل بأخبار الثقات بحيث يصبح عادة لهم، فبالنتيجة: