بن ابراهيم مع انّه قد نقل عن شرح الدّراية للشهيد الثّانى و مجمع البحرين و غيرهما انّه هو الّذى وضع حديث الطّائر للمهدى و من قبيل الاختلافات المذكورة و غيرها بالنّسبة الى الرّواة فى غاية الكثرة كما يظهر لمن راجع علم الرّجال فظهر انّ المقصود الإجماع على الرّجوع الى نوع الأخبار بشرط الوثاقة لا على كلّ شخص شخص منها فمن اين يصير الإجماع المذكور قرينة على القطع بالصّدور على تقدير الإغماض عمّا ذكر اوّلا قوله و الحاصل انّ معنى الإجماع على العمل بها عدم ردّها و قد سبق المصنّف بهذا البيان و الجواب السيّد المحقّق الكاظمى (رحمه اللّه) فى شرح الوافية فى موضع آخر حيث قال انّه من المعلوم انّ الكلّ لم يعملوا بكلّ واحد منها بل الخلاف فيها متحقق و هذا كما قلنا فى اخبار الآحاد انّا لمّا وجدناهم لا يتناكرون العمل بخبر الواحد من حيث هو خبر واحد انّهم مجمعون على ذلك و ان تنازعوا فى خصوصها هذا ياخذ بهذه و ذاك يردّها حتّى اختلف اقوالهم و تعدّدت مذاهبهم الى آخر ما قال (قدس سره) الشّريف‌ قوله و اقلّ ما يشهد عليها ما علم من اختلاف اصحابهم‌ ما يتراءى من كلامه (قدس سره) من انّ الاختلاف شاهد على عدم قطعهم بصدور الاخبار لأنّهم لو كانوا قاطعين لم يختلفوا واضح المنع اذ كون الأخبار مقطوعة عندهم لا ينافى اختلافهم فى الاصول و الفروع أ لا ترى انّ الحكمة مبناها على القطع من جهة البراهين اللّميّة و الإنّيّة و مع ذلك اهلها مختلفون غاية الاختلاف بل قلّما تتفق مسئلة لم يختلفوا فيها كما فى مسئلة علم الواجب و مسئلة المكان و تركّب الجسم من الهيولى و الصّورة و غيرها و كذلك علم الكلام الّذى مبناه على القطع مثار الاختلاف و النّزاع بل وقع كثيرا بين الأستاد و التّلميذ فقد خالف صدر المحقّقين استاده المحقق الدّاماد فى غير واحد من المسائل كما فى مسئلة وحدة الوجود و اصالته و تركّب الجسم من الهيولى و الصّورة مطلقا و عدمه و انّ التركّب بينهما اتّحادى لا انضمامى و فى الحركة الجوهريّة و امكان التّشكيك فى الذاتيات و عدمه و اثبات المثل الافلاطونيّة و غير ذلك ممّا لا يحصى و كذلك فى المسائل الكلاميّة فقد وقع بين السيّد الأجلّ المرتضى و استاده شيخ المشايخ المفيد منازعات فى غير واحدة من المسائل الكلاميّة فقد نقل السيّد ابن طاوس فى كتابه كشف المحجّة لثمرة المهجة عن قطب الدّين فى رسالته انّه كان بين الشيخ المفيد و السيّد المرتضى خلافا فى خمس و تسعين مسئلة من مسائل الكلام نعم لما كان منشأ اختلاف الرّواة و اصحاب الأئمّة (عليهم السّلام) اختلاف‌