نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 59
خبره مع الكميت حين عرض عليه أبياتا له من قصيدة
و قد روى أن الكميت بن زيد الأسدىّ لما عرض على الفرزدق أبياتا من قصيدته التى أولها:
أ تصرم الحبل حبل البيض أم تصل # و كيف و الشّيب فى فوديك مشتعل
لما عبأت لقوس المجد أسهمها # حيث الجدود على الأحساب تنتضل [1]
أحرزت من عشرها تسعا و واحدة # فلا العمى لك من رام و لا الشّلل [2]
الشّمس أدّتك إلاّ أنّها امرأة # و البدر أدّاك إلاّ أنه رجل [3]
حسده الفرزدق، فقال له: أنت خطيب، و إنما سلّم له الخطابة ليخرجه عن أسلوب الشعر. و لما بهره من حسن الأبيات و أفرط بها إعجابه، و لم يتمكن من دفع فضلها جملة عدل فى وصفها إلى معنى الخطابة [4] .
[1] فى حاشيتى الأصل، ف: «عبأت: هيأت، و الجدود، جمع الجد؛ و هو البخت، و تنتضل:
تناضل و ترامى» .
[2] فى حاشيتى الأصل، ف: «يقال للرامى المصيب: لا عمى و لا شلل» .
[3] فى حاشيتى الأصل، ف: «يعنى أن أباك البدر و أمك الشمس، و إلا تقرير» .
[4] حاشية ف: «حدث إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدى عن عبد اللّه بن إسحاق بن سلام قال:
أتى الكميت باب مجلس يزيد بن المهلب يمتدحه، فصادف على بابه أربعين شاعرا؛ فقال للآذن: استأذن لى على الأمير؛ فاستأذن له عليه، فأذن له، فقال: كم رأيت بالباب من شاعر؟قال: أربعين شاعرا قال: فأنت جالب التمر إلى هجر، فقال: إنهم جلبوا دقلا، و جلبت أزاذا، فقال: هات أزاذك، فأنشده:
هلاّ سألت منازلا بالأبرق # درست و كيف سؤال من لم ينطق!
لعبت بها ريحان: ريح عجاجة # بالسّافيات من التّراب المعنق
و الهيف رائحة لها ينتاحها # طفل العشىّ بذى حناتم شرّق
تصل اللّقاح إلى النتاج مربّة # لخفوق كوكبها و إن لم يخفق
غيّرن عهدك بالدّيار و ما يكن # رهن الحوادث من جديد يخلق
إلاّ خوالد فى المحلّة بيتها # كالطّيلسان من الرّماد الأورق
و مشجّجا ترك الولائد رأسه # مثل السّواك و دمنة كالمهرق
-
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 59