نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 60
و حسد الفرزدق على الشعر و إعجابه بجيده من أدلّ دليل على حسن نقده له و قوة بصيرته فيه، و أنّه كان يطرب للجيّد منه فضل طرب، و يعجب منه فضل عجب. و يدلّ أيضا على إنصافه فيه، و أنه مستقلّ للكثير الصادر من جهته، فإن كثيرا من الناس قد يبلغ بهم الهوى فى الإعجاب و الاستحسان لما يظهر منهم فى شعر أو فضل إلى أن يعموا عن محاسن غيرهم فيستقلّوا منهم الكثير، و يستصغروا الكبير. غ
خبره عند سليمان بن عبد الملك
و لأبيات الفرزدق التى ذكرناها خبر مشهور متداول، أخبرنا أبو عبيد اللّه المرزبانىّ قال أخبرنا ابن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال أخبرنا أبو عبيدة عن يونس قال:
دخل الفرزدق على سليمان [1] بن عبد الملك و عنده نصيب الشاعر، فقال له سليمان أنشدنى، فأنشده الأبيات التى تقدم ذكرها، فاسودّ وجه سليمان و غاظه/فعله، و كان يظن أنه ينشده مديحا له، فلمّا رأى نصيب ذلك قال: أ لا أنشدك؟فأنشده:
ق-
دار التى تركتك غير ملومة # دنفا فإن لم ترع قلبك فاشفق
قد كنت قبل تتوق من هجرانها # فاليوم إذ شحط المزار بها تق
و الحبّ فيه حرارة و مرارة # سائل بذلك من تطعّم أو زقى
ما ذاق بؤس معيشة و نعيمها # فيما مضى أحد إذا لم يعشق
حتى بلغ إلى قوله:
من قال بت أخا الهموم و من يبت # غرض الهموم و نصبهنّ يؤرّق
بشّرت نفسى إذ رأيتك بالغنى # و وثقت حين سمعت قولك لى ثق
فأمر بالخلع عليه حتى استغاث؛ فقال: أتاك الغوث، ارفعوا عنه» .
[1] حاشية ف: «قيل: بينما سليمان بن عبد الملك فى المسجد الحرام إذ أتى بحجر منقوش، فطلب من يقرؤه، فأتى بوهب بن منبه؛ فقرأه فإذا فيه: ابن آدم إنك لو أبصرت قليل ما بقى من أجلك لزهدت فى طول أملك، و لرغبت فى الزيادة من عملك؛ و لقصرت عن حرصك و حيلك؛ و إنما يلقاك غدا ندمك، و قد زلت بك قدمك، و أسلمك أهلك و حشمك؛ فبان منك الولد القريب، و رفضك الوالد و النسيب؛ فلا أنت إلى دنياك عائد، و لا فى حياتك ذائد، فاعمل ليوم القيامة، يوم الحسرة و الندامة فبكى سليمان» .
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 60