نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 379
لا أدخل البيت أحبو من مؤخّره # و لا أكسّر فى ابن العمّ أظفارى
فقوله:
*لا أدخل البيت أحبو من مؤخّره*
يحتمل أن يريد به: إننى لا آتى الأمور من غير وجهها، على أحد الأجوبة فى الآية، و يحتمل أيضا أنى لا أطلب الخير إلا من أهله على جواب أبى عبيدة، و يحتمل وجها آخر [1] ؛ و هو أن يريد أننى لا أقصد البيت للرّيبة و الفساد، لأنّ من شأن من يسعى إلى إفساد الحرم، و يقصد البيوت للريبة أن يعدل عن أبوابها طلبا لإخفاء أمره، فكأنه نفى عن نفسه بهذا القول القبيح، و تنزّه عنه؛ كما تنزه بقوله:
*و لا أكسّر فى ابن العمّ أظفارى*
عن مثله، و أراد أنه لا يندى [2] ابن العمّ منى السوء، و لا يتألم بشيء من جهتى، فأكون كأننى قد جرحته بأظفارى، و كسرتها فى لحمه؛ و هذه كنايات بليغة مشهورة للعرب.
***غ
أبيات لهلال بن خثعم و شرح ما ورد فيها من الغريب:
و يجرى مجرى هذه الأبيات و يقاربها فى المعنى و حسن الكناية قول هلال بن خثعم:
و إنى لعفّ عن زيارة جارتى # و إنى لمشنوء إلى اغتيابها
إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها # زءورا و لم تنبح عليّ كلابها [3]
و ما أنا بالدّارى أحاديث بيتها # و لا عالم من أىّ حوك ثيابها
و إنّ قراب البطن يكفيك ملؤه # و يكفيك عورات الأمور اجتنابها [4]
[2] حواشى الأصل، ت، ف: «من حر كلامهم: ما ينداك منى سوء، أى ما يصيبك، و يقال: ما نديت بهذا الأمر و لا نطقت به، و لا بللت به، أى ما علمته و لا أصبته، قال النابغة:
و لا نديت بشيء أنت تكرهه # إذا فلا رفعت سوطى إلى يدى
.
[3] يقال رجل زوار و زءور، كذا ذكره صاحب اللسان و استشهد بالبيت.
[4] حاشية الأصل: «القراب: ما دون الملء أو قريب منه» .
نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 379