نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 378
و أراد: ليس البرّ أن يأتى الرجل الشيء من خلاف جهته؛ لأن إتيانه من خلاف جهته يخرج الفعل عن حد الصواب و البرّ إلى الإثم و الخطأ، و بيّن البرّ و التقوى، و أمر بإتيان الأمور من وجوهها، و أن تفعل على الوجوه التى لها وجبت و حسنت، و جعل تعالى ذكر البيوت و ظهورها و أبوابها مثلا؛ لأن العادل فى الأمر عن وجهه كالعادل فى البيت عن بابه.
و خامسها أن تكون البيوت كناية عن النساء، و يكون المعنى: و أتوا النساء من حيث أمركم اللّه، و العرب تسمّى المرأة بيتا؛ قال الشاعر:
و مما يمكن أن يكون شاهدا للجواب الّذي حكيناه عن أبى عليّ الجبّائىّ، و الجواب عن أبى عبيدة أيضا ما أخبرنا به أبو القاسم عبيد اللّه عثمان بن يحيى قال: أخبرنا/أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الحكيمىّ قال: أملى علينا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوىّ قال: أنشدنا ابن الأعرابىّ [2] :
إنى عجبت لأمّ العمر إذ هزئت # من شيب رأسى و ما بالشّيب من عار [3]
ما شقوة المرء بالإقتار يقتره # و لا سعادته يوما بإكثار
إنّ الشّقىّ الّذي فى النّار منزله # و الفوز فوز الّذي ينجو من النّار
أعوذ باللّه من أمر يزبّن لى # شتم العشيرة أو يدنى من العار
و خير دنيا ينسّى أمر آخرة # و سوف يبدى لى الجبّار أسرارى [4]
[1] البيان فى اللسان (صأى) و فى حاشية الأصل: «هذا مستق يستقى الماء من البئر و ينزع الدلو.
و الهاء فى قوله: «أنزعها» راجعة إلى الدلو؛ و قيل الضمير للقوس؛ يقال: «صأى يصأى، مثل صعى يصعى؛ إذا صوت» .
[2] أبيات منها فى الكامل 2: 51-52-بشرح المرصفى؛ عن ابن الأعرابىّ، و نسبها إلى أحد ابنى حبناء، قال: «و أحسبه صخرا» .
[3] حاشية الأصل: «و يروى: «لأم الغمر-بالغين المعجمة» ، و رواية الكامل:
إنّى هزئت من أمّ الغمر إذ هزئت # بشيب رأسى، و ما بالشّيب من عار