نام کتاب : الأمالي - ط دار الفكر العربي نویسنده : السيد الشريف المرتضي جلد : 1 صفحه : 380
قال سيدنا أدام اللّه علوّه: و قد جمعت هذه الأبيات فقرا عجيبة، و كنايات بليغة، لأنه نفى عن نفسه زيارة جارته عند غيبة بعلها، و خصّ حال الغيبة لأنها أدنى إلى الرّيبة و أخصّ بالتهمة فقال/: «و لم تنبح عليّ كلابها» ، أراد: إنى لا أطرقها ليلا مستخفيا متنكّرا فتنكرنى كلابها، و تنبحنى، و هذه الكناية تجرى مجرى قول الشاعر المتقدم:
*لا أدخل البيت أحبو من مؤخّره*
و قد روى: «و لم تأنس إلى كلابها» و هذا معنى آخر، كأنه أراد أنه ليس يكثر الطروق لها و الغشيان لمنزلها، فتأنس به كلابها لأن الأنس لا يكون إلاّ مع المواصلة و المواترة.
و قوله:
*و ما أنا بالدّارى أحاديث بيتها*
أراد به أيضا التأكيد فى نفى زيارتها و طروقها عن نفسه؛ لأنه إذا أدمن الزيارة عرف أحاديث بيتها، فإذا لم يزرها و صارمها لم يعرف، و يحتمل أن يريد: إننى لا أسأل عن أحوالها و أحاديثها كما يفعل أهل الفضول؛ فنزّه نفسه عن ذلك.
و قوله:
*و لا عالم من أىّ حوك ثيابها*
كناية مليحة عن أنّه لا يجتمع معها، و لا يقرب منها؛ فيعرف صفة ثيابها.
إذا الهمّ أمسى و هو داء فأمضه # و لست بممضيه و أنت تعادله
و لا تنزلن أمر الشّديدة بامرئ # إذا همّ أمرا عوّقته عواذله [2]
[1] هو حارثة بن بدر بن حصين بن قطن بن غدانة؛ من بنى يربوع. كان من فرسان بنى تميم و وجوهها و سادتها، و لم يكن معدودا فى فحول الشعراء، و لكنه كان يعارض نظراءه فى الشعر. (و انظر أخباره و أشعاره فى الأغانى 21: 13-31) .