responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 57

لها كانت أمها خديجة أدخلتها بها على أبي العاصي حين بنى عليها: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها و تردوا عليها مالها فافعلوا»، قالوا: نعم يا رسول اللّه. فأطلقوه و ردوا عليها المال و القلادة [1].

قيل: إنما فعل النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) هذا في زينب لأنه رقّ لها إذ لم يكن تمام الفداء إلا بقلادة كانت لأمها خديجة جهزتها بها، و لم يكن لأبي العاصي مال و إنما كانت عنده أموال لقريش و بضائع يتجهز بها ردها إليهم كلها على ما تقدم ذكره. و قال للأنصار: «لا تدعوا من فداء العباس درهما» لأنه كان غنيا، و ذلك أنه ذكر ابن قتيبة و غيره أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال للعباس: «افد نفسك و ابني أخويك عقيلا و نوفلا، و حليفك فإنك ذو مال». فقال: إني مسلم، فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم):

«اللّه أعلم بإسلامك إن كان ما تقول حقا فاللّه يجزيك، و أما ظاهر أمرك فقد كان علينا». فقال:

إنه ليس لي مال. قال: «فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل بمكة حين خرجت و ليس معكما أحد ثم قلت إن أصبت في سفري هذا فللفضل كذا و لعبد اللّه كذا». قال: و الذي بعثك بالحق ما علم بهذا أحد غيرها، و إني أعلم أنك رسول اللّه، ففدى نفسه بمائة أوقية و كل واحد بأربعين أوقية. هكذا قال ابن القاسم و ابن إسحاق و قال: تركتني أسأل الناس في كفي، و أسلم العباس و أمر عقيلا فأسلم، و لم يسلم من الأسارى غيرهما [2].

و في معاني النحاس قال العباس: أسرت و معي عشرون أوقية فأخذت مني فعوضني اللّه منها عشرين عبدا، و وعدني المغفرة. و في الهداية: لما أسرت و معي أربعون أوقية كل أوقية من أربعين مثقالا فعوضني اللّه أربعين عبدا، و وعدني المغفرة.

و في موطأ مالك عن أبي النضر: أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب، و اسمها فاختة قاله ابن وضّاح. و قيل: هند. قاله ابن هشام. و قيل: رحلة. قال البرقي أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول: ذهبت إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عام الفتح فوجدته يغتسل، و فاطمة ابنته تستره بثوب. قالت: فسلمت فقال: «من هذه؟» فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب فقال: «مرحبا بأم هانئ»، فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات متلحفا في ثوب واحد ثم انصرف فقلت: يا رسول اللّه زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلا أجرته فلان ابن هبيرة. فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «قد


[1] رواه أبو داود (2693)، و الحاكم (3/ 236 و 324)، و البيهقي في السنن (6/ 322) من حديث عائشة رضي الله عنها و هو حديث حسن.

[2] رواه أحمد في المسند (3310)، و الطبراني في الكبير (11398)، و ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (7/ 28) و قال: رواه الطبراني في الأوسط و الكبير باختصار و رجال الأوسط رجال الصحيح غير ابن إسحاق و قد صرح بالسماع. و رواه الحاكم في المستدرك (3/ 324)، و البيهقي في السنن (6/ 322) و صححه الحاكم و قال الذهبي في التلخيص: صحيح على شرط مسلم. من حديث عائشة رضي الله عنها و يشهد له ما عليه.

نام کتاب : أقضية رسول الله(ص) نویسنده : ابن طلاع القرطبي    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست