responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 26

بتلك اللغة.

و قيل: (1)- و هو الأقرب إلى الصواب- إنّ الطبيعة البشريّة حسب القوّة المودعة من اللّه (تعالى) فيها تقتضي إفادة مقاصد الإنسان بالألفاظ، فيخترع من عند نفسه لفظا مخصوصا عند إرادة معنى مخصوص- كما هو المشاهد من الصبيان عند أوّل أمرهم- فيتفاهم مع الآخرين الذين يتّصلون به، و الآخرون كذلك يخترعون من أنفسهم ألفاظا لمقاصدهم، و تتألّف على مرور الزمن من مجموع ذلك طائفة صغيرة من الألفاظ، حتى تكون لغة خاصّة، لها قواعدها يتفاهم بها قوم من البشر. و هذه اللغة قد تتشعّب بين أقوام متباعدة، و تتطوّر عند كلّ قوم بما يحدث فيها من التغيير و الزيادة، حتى قد تنبثق (2) منها لغات أخرى، فيصبح لكلّ جماعة لغتهم الخاصّة.

و عليه، تكون حقيقة الوضع هو جعل اللفظ بإزاء المعنى، و تخصيصه به. و ممّا يدلّ على اختيار القول الثاني في الواضع أنّه لو كان الواضع شخصا واحدا لنقل ذلك في تأريخ اللغات، و لعرف عند كلّ لغة واضعها.

3. الوضع تعيينىّ و تعيّنىّ‌

ثمّ إنّ دلالة الألفاظ على معانيها الأصل فيها أن تكون ناشئة من الجعل و التخصيص، و يسمّى الوضع حينئذ: «تعيينيّا»، و قد تنشأ الدلالة من اختصاص اللفظ بالمعنى الحاصل هذا الاختصاص من الكثرة في الاستعمال على درجة من الكثرة أنّه تألفه الأذهان على وجه إذا سمع اللفظ ينتقل السامع منه إلى المعنى، و يسمّى الوضع حينئذ: «تعيّنيّا» (3).


- و إرشاد الفحول: 12، و منتهى الوصول و الأمل: 38.

و اختاره المحقّق النائينيّ و قال بأنّ الواضع هو اللّه (تعالى) بتوسيط الوحي إلى أنبيائه و الإلهام إلى غيرها من البشر. راجع فوائد الأصول 1: 30.

[1]. و القائل هو المحقّق العراقيّ في نهاية الأفكار 1: 24. و اختاره السيّد المحقّق الخوئيّ في المحاضرات 1:

36 و 37، و السيّد الإمام الخمينيّ في تنقيح الأصول 1: 29.

[2]. تنبثق أي تفيض و تصدر.

[3]. و لا يخفى أنّ هذا التقسيم لا يستقيم على مبنى المصنّف (رحمه اللّه) من أنّ الوضع جعل اللفظ بإزاء المعنى-

نام کتاب : أصول الفقه مع تعليق زارعي السبزواري نویسنده : المظفر، الشيخ محمد رضا    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست