نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 362
ومِن الواضح أنّ صلاح الأبناء واستقامتهم لا يتسنّيان عفَواً وجزافاً ، وإنّما يستلزمان رعايةً فائقة ، واهتماماً بالغاً في إعدادهم وتوجيههم وجهة الخير والصلاح .
مِن أجل ذلك وجَب على الآباء تأديب أولادهم وتنشئتهم على الاستقامة والصلاح ، ليجدوا ما يأملون فيهم مِن قرّة عين ، وحسن هدىً وسلوك .
قال الإمام السجاد (عليه السلام) : ( وأمّا حقّ ولدك : فأنْ تعلم أنّه منك ، ومضافٌ إليك في عاجلِ الدنيا بخيره وشرّه . وإنّك مسؤولٌ عمّا وليته من حسن الأدب ، والدلالة له على ربّه عزَّ وجل ، والمعونة له على طاعته . فاعمل في أمره عمَلَ مَن يعلم أنّه مثاب على الإحسان إليه ، معاقبٌ على الإساءة إليه )[1] .
فالآباء مسؤولون عن تهذيب أبنائهم وإعدادهم إعداداً صالحاً ، فإنْ أغفلوا ذلك أساؤا إلى أولادهم ، وعرّضوهم لأخطار التخلّف والتسيّب الديني والاجتماعي .
ويحسن بالآباء أنْ يبادروا أبناءهم بالتهذيب والتوجيه ، منذ حداثتهم ونعومة أظفارهم ، لسرعة استجابتهم إلى ذلك قبل تقدّمهم في السن ، وروسوخ العادات السيّئة والأخلاق الذميمة فيهم ، فيغدون آنَ ذاك أشدُّ استعصاءً على التأديب والإصلاح .
[1] رسالة الحقوق ، للإمام عليّ بن الحسين (عليه السلام) .
نام کتاب : أخلاق أهل البيت نویسنده : الصدر، السيد مهدي جلد : 1 صفحه : 362