- التي سمعها في العراق- بمجرّد استقلال عقله بخلافه [1]، أو على تعجّبه [2] ممّا حكم به الإمام (عليه السّلام)؛ من جهة مخالفته [3] لمقتضى القياس، إلّا أنّ مرجع الكلّ [4]
المصنّف (رحمه اللّه) بصدد إثباته، و هو التوبيخ على الرجوع إلى العقل لاستنباط مناطات الأحكام، مع أنّ الظاهر من قوله (عليه السّلام): «مهلا يا أبان» هو التوبيخ على ردّه الرواية المعتبرة سندا و حملها على ما جاء به الشيطان و أنّه لم تعجّب من حكم الإمام (عليه السّلام).
و أمّا ملخّص الجواب عنه: أنّه و إن كان كذلك ظاهرا لكنّه بعد الدقّة و التأمّل في الرواية يعلم أنّ متعلّق التوبيخ هو ما قلناه؛ لأنّ أبانا راجع إلى عقله القاصر عن استنباط الأحكام و استنبط من العلل الظاهريّة الطارئة على الأذهان ابتداء، فكأنّه (عليه السّلام) وبّخه على المقدّمات العقليّة القياسيّة المؤدّية إلى مخالفة الواقع، فالرواية المستشهد بها لما ادّعيناه لا تكون أجنبيّة و لا تخرج عمّا نحن بصدد إثباته.
[1] الأولى بل الصواب تأنيث الضمير؛ لرجوعه إلى الرواية الظنّيّة، و لكن في جميع النسخ المصحّحة حديثا و قديما جاء مذكّرا، فالصواب الالتزام بإرجاعه إلى «الرواية» باعتبار كونها من مصاديق الخبر أو إلى «مضمون الرواية الظنّيّة» و الأمر سهل، فلا تغفل.
[2] عطف على «توبيخ أبان»، و التقدير هكذا: أو ظاهرة في توبيخ أبان على تعجّبه ...، فتوبيخ الإمام (عليه السّلام) أبانا: إمّا لردّه الرواية الظنّيّة، أو لتعجّبه من الحكم المذكور، بحيث قال: سبحان اللّه.
[3] أي مخالفة ما حكم به الإمام (عليه السّلام) للقياس.
[4] الألف و اللام عوض عن المضاف إليه، أي مرجع كلّ واحد من الأمرين،