في حياته، و يمنع أيضا فاطمة (عليها السلام) من ميراثها مع عموم آيات قرآنهم و كتابهم في المواريث!
فإن كانت عائشة ملكت الحجرة بالسكنى، فقد مات نبيهم (صلّى اللّه عليه و آله) عن تسع زوجات في تسع بيوت، فهلّا ملك جميع نسائه جميع بيوته التي كانوا فيها؟
و إن كان بالميراث فلأيّ حال ترث عائشة نبيهم (صلّى اللّه عليه و آله) و لا ترثه فاطمة (عليها السلام)؟
ثم كيف تفرّدت عائشة بالحجرة و لها تسع الثمن من ميراثه، و من قسّم لها و خصّصها بها؟ إن هذا من عجائب الأمور!
و من طريف ذلك تهجّم جماعة من المسلمين على حجرة نبيهم (صلّى اللّه عليه و آله) و ترك الامتثال بقرآنهم في قوله تعالى: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ»[1]، و دفنوا أمواتهم فيها.
فليت شعري من أذن للأموات بعد وفاته في دخول حجرته و ضرب المعاول عنده و نبش التراب حوله، و أن يجعلوا داره مقبرة و إن كانت داره ميراثا كما تضمن كتابهم؛ فهلا استأذنوا جميع الورثة؟
فكيف يكون ميراثا عندهم و قد ادعوا أنه لا يورث؟
و إن كانت أمواله و تركته للمسلمين، فهل استأذنوا جميع المسلمين من بعد منهم أو قرب؟
و إن كان ذلك تهيّأ فيه إذن جميع المسلمين، فهل استأذنوا جميع المسلمين في تسليم فدك و العوالي إلى ابنته فاطمة (عليها السلام)؟ فقد كان يجب لأبيها على المسلمين من الحقوق أعظم من ذلك.
و من طريف ذلك أن يكون أبو بكر قد سلّم حجرة نبيهم (صلّى اللّه عليه و آله) إلى ابنته عائشة دون ورثته و دون المسلمين، و كان يتمكّن كثير من المسلمين من الإنكار عليها و عليه، فيداهنون و يتغافلون؛ إنا للّه و إنا إليه راجعون.