يستحب و قد يجب المطالبة بالحق و إن كان يعلم بعدم نجاحه في التوصّل للحق و إحقاقه، و ذلك لما فيه من فضح الظالم و أداء الواجب و إتمام الحجة، كما طالبت (عليها السلام) بحقها و هي تعلم بأن القوم لا يعطونها حقها.
إضافة إلى أن إزعاج الظالم و مضايقته بالمطالبة بالحق و الإلحاح عليه و لو ممن يعلم أنه لا يعطيه حقه- و ما أكثرهم- سوف يروّعه عن كثير من ظلمه، فإن الظالم لو رأى أنه غصب حق زيد ثم عمرو ثم بكر و ... و لم يقم أحد بشيء، تجرّأ على الغصب أكثر فأكثر، أما لو ضايقه بالمطالبة زيد و عمرو و بكر ... فإنه سوف لا يقدم- عادة- على مراتب جديده و من الظلم، أو سيكون إقدامه أضعف كيفيّا و أقل كمّيا مما لو ترك على هواه.
المصادر:
من فقه الزهراء (عليها السلام): ج 2 ص 71.
69
المتن:
قال السيد ابن طاوس في عدم مساعدة القوم لفاطمة (عليها السلام) و مساعدتهم لعائشة:
و من طريف الأمور أن سيدتهم فاطمة (عليها السلام) المشهود لها بالطهارة و العصمة و الفضائل التي لم يخلف نبيهم (صلّى اللّه عليه و آله) من ظهره ولدا في الدنيا سواها و كانت بقيته في المسلمين و تذكرته بين الصحابة و العارفين، يجري عليها ما تقدم ذكر بعضه.
ثم إن الحال تحوجها إلى أن تخرج بنفسها و العباس معها- كما تقدّم في إحدى روايتي الحميدي- و علي بن أبي طالب (عليه السلام)- كما تقدّم في رسالة المأمون- و أم أيمن و أسماء بنت عميس و تخاطب أبا بكر، فلا يسعدها من جلساء أبي بكر و أتباعه من كان حاضرا منهم حين مخاطبتها و من حضر بعد ذلك مسعد و لا ينطق بكلمة و لا ينقل أن