... و لا نسلّم أن من كان بهذه الصفة فهو مزكّى و مستحق لجميع صفات الآية. ثم إن في آخر الآية: «أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ»، يعني الجهاد و بذلك النفس، و هذا من صفات أمير المؤمنين (عليه السلام). و قال: «رحماء بينهم»، و الأول قد ظهرت منه الغلظة على فاطمة (عليها السلام) في كبس بيتها و منع حقها حتى خرجت من الدنيا و هي غضبى عليه.
المصادر:
متشابه القرآن و مختلفه لابن شهرآشوب: ص 67.
58
المتن:
قال الجاحظ في ذكر خبر منع أبي بكر ميراث فاطمة (عليها السلام):
... و قد زعم أناس أن الدليل على صدق خبرهما- يعني أبا بكر و عمر- في منع الميراث و براءة ساحتهما، ترك أصحاب رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) النكير عليهما .... قد يقال لهم:
لئن كان ترك النكير دليلا على صدقهما، إن ترك المتظلّمين و المحتجّين عليهما و المطالبين لهما دليل على صدق دعواهم أو استحسان مقالتهم، و لا سيما و قد طالت المناجاة و كثرت المراجعة و الملاحات و ظهرت الشكيّة و اشتدّت الموجدة، و قد بلغ ذلك من فاطمة (عليها السلام) أنها أوصت أن لا يصلّي عليها أبو بكر.
و لقد كانت قالت له حين أتته مطالبة بحقها و محتجّة لرهطها: من يرثك يا أبا بكر إذا متّ؟ قال: أهلي و ولدي. قال: فما بالنا لا نرث النبي (صلّى اللّه عليه و آله)؟ فلما منعها ميراثها و بخسها حقها و اعتلّ عليها و جلح أمرها و عاينت التهضّم و أيست في التورّع و وجدت نشوة الضعف و قلة الناصر، قالت: و اللّه لأدعونّ اللّه عليك. قال: و اللّه لأدعونّ اللّه لك. قالت: و اللّه لا كلّمتك أبدا. قال: و اللّه لا أهجرك أبدا.