14
المتن:
أشعار الشيخ عبد المنعم الفرطوسي في عيادة نساء المهاجرين و الأنصار و خطبتها (عليهم السلام):
قلن يا بضعة النبي المزكّى * * * كيف أصبحت بعد هذا العناء
فأجابت: أصبحت و اللّه مما قد * * * دهاني قد عفت دنيا الفناء
و قليت الرجال منكنّ لفظا * * * بعد عجم لهم و حسن بلاء
فشنارا اللعب من بعد جدّ * * * و فلول للّحد بعد المضاء
و لصدع القناة دون التئام * * * و لقرع الصفاة دون ارتخاء
و لزيغ الأهواء دون اعتدال * * * و لختل الأفكار و الآراء
بئس ما قدّموا من الخزي كفرا * * * بعد سخط البارئ ليوم الجزاء
و لعمري قلّدتهم حين مالوا * * * عن هدى الحق ربقة الأسراء
و بنصحي حمّلتهم حين صمّوا * * * و عموا عنه أوقه الأعباء
و شننت الغارات حربا عليهم * * * غارة بعد غارة شعواء
ويحهم عن مهابط الوحي أنّى * * * زعزعوها و معدن الأنبياء
و رواسي الإيمان و العدل منا * * * و الطبين الخبير في كل داء
في جميع الأمور دينا و دنيا * * * دون جهل فيها و دون اختفاء
إن هذا الخطء الذي ارتكبوه * * * لهو شرّ الخسران دون اختشاء
ليت شعري و ما الذي نقموه * * * من عليّ بعد الأذى و العناء
نقموا من عليّ بأسا شديدا * * * و جهادا في اللّه دون رخاء
و نكيرا من سيفه و نكالا * * * صارما في تنمّر و إباء
قلّة الخوف و المبالاة زهدا * * * منه في حتفه بيوم اللقاء
و يمينا لو أنهم بعد كفر * * * و ضلال مالوا عن الاستواء
لهداهم إلى المحجّة رشدا * * * فاستقاموا بالحجة البيضاء
و لساروا و سار بالقوم سيرا * * * سجحا في مناهج الاهتداء