و لا يميل راكبه، و لأوردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا؛ تطفح ضفتاه، و لا يترنق جانباه، و لأصدرهم بطانا، و نصح لهم سرا و إعلانا، و لم يكن يتحلىء من الغنى بطائل، و لا يحظى من الدنيا بنائل؛ غير ري الناهل، و شبعة الكافل، و لبان لهم الزاهد من الراغب، و الصادق من الكاذب؛ «وَ لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَ اتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَ الْأَرْضِ وَ لكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ»[1]، «وَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ هؤُلاءِ سَيُصِيبُهُمْ سَيِّئاتُ ما كَسَبُوا وَ ما هُمْ بِمُعْجِزِينَ». [2]
ألا هلم فاستمع، و ما عشت أراك الدهر عجبا، و إن تعجب فعجب قولهم.
ليت شعري إلى أيّ لجأ لجئوا، و إلى أيّ سناد استندوا، و على أيّ عماد اعتمدوا، و بأيّ عروة تمسّكوا، و على أيّ ذرية قدّموا و احتنكوا؛ «لَبِئْسَ الْمَوْلى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ و بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا». [3]