لقد قلّدتهم ربقتها، و شنئت عليهم غارتها، فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمين.
ويحهم! أنّى زحزحوها عن رواسي الرسالة، و قواعد النبوة، و مهبط الروح الأمين.
ما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا و اللّه شدة وطأته، و نكال وقعته، و نكير سيفه، و تنمّره في ذات اللّه.
و أيم اللّه لو تكافّوا [1] على زمام نبذه إليه رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لسار بهم سيرا سجحا، يكلم خشاشة، و لا يتعتع راكبه، و لأوردهم منهلا نميرا فضفاضا، و تطفح و صفتاه، و لأصدرهم بطانا، قد يحترق بهم الرأي غير منجلي منه بطائل، و لفتحت عليهم بركات من السماء و الأرض.
ألا هلمّ فأعجب، و ما عشت أراك الدهر عجبا، فرغما لمعاطس قوم «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً»[2]، و لعمر اللّه لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا و ذغافا ممقرا؛ فهنالك يخسر المبطلون، و يعرف التالون غبّ ما أسّس الأولون.
فطيبوا عن أنفسكم نفسا، و طأمنوا الفتنة جاشا، و أبشروا بسيف صارم، و هرج شامل؛ يدع فيأكم زهيدا، و جمعكم فيكم حصيدا؛ فيا حسرة عليكم فأنّى بكم، و قد عميت عليكم؛ «أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ»؟ [3]
المصادر:
الدرّ النظيم في مناقب الأئمة اللهاميم (عليهم السلام): ص 481.