ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا، و طامنوا للفتنة جأشا، و أبشروا بسيف صارم، و بهرج شامل، و استبداد من الظالمين؛ يدع فيكم زهيدا، و جمعكم حصيدا؛ فيها حسرة بكم و قد عميت عليكم، «أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ»؟ [1]
و من ألفاظها (عليها السلام): و ما زالوا حتى استبدلوا الذنابي بالقوادم، و العجز بالكاهل؛ فرغما لمعاطس قوم «يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ». [2]
لفظتم بعد أن أعجمتهم و شنأتهم [ظ] بعد أن خلط الرأي، و لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم- في كلام كثير اختصرناه-.
ثم قامت (عليها السلام) و انصرفت.
المصادر:
نثر الدرّ للآبي: ج 4 ص 13.
2. جواهر المطالب: ج 1 ص 158.
3. أعلام النساء لعمر رضا كحّالة: ص 128، بتفاوت يسير.
9
المتن:
قال يوسف بن حاتم الشامي في ذكر مرضها و عيادة النسوان و خطبتها (عليها السلام) لهنّ:
قيل: لما مرضت فاطمة (عليها السلام)، دخل عليها نساء المهاجرين و الأنصار يعدنها فقلن:
كيف أصبحت من علّتك يا بنت رسول اللّه؟ فقالت: أصبحت و اللّه عائفة لدنياكنّ، قالية لرجالكنّ؛ لفظتهم بعد أن عرفتهم، و شنأتهم بعد أن سبرتهم. فقبحا لفلول الحد، و خطل الرأي، و خور القناة: «لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ». [3]