أما لعمري لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثم احتلبوا ملاء القعب دما عبيطا و زعافا مبيدا؛ «هنالك يخسر المبطلون»، و يعرف البطالون غبّ ما أسّس الأولون.
ثم طيبوا عن دنياكم أنفسا، و اطمأنّوا للفتنة جأشا، و أبشروا بسيف صارم، و سطوة معتد غاشم، و بهرج شامل، و استبداد من الظالمين، يدع فيأكم زهيدا، و جمعكم حصيدا.
فيا حسرة لكم و أنّى بكم و قد عميت عليكم. «أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ»؟ [4]
قال سويد بن غفلة: فأعادت النساء قولها (عليها السلام) على رجالهنّ، فجاء إليها قوم من المهاجرين و الأنصار معتذرين و قالوا: يا سيدة النساء! لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر قبل أن يبرم العهد و يحكم العقد، لما عدلنا عنه إلى غيره. فقالت: إليكم عني، فلا عذر بعد تعذيركم، و لا أمر بعد تقصيركم.
المصادر:
1. الاحتجاج: ج 1 ص 148.
2. المطالب المهمة في تاريخ النبي و الزهراء و الائمة (عليهم السلام): ص 20.
3. أعيان النساء عبر العصور المختلفة: ص 442.
4. أعلام النساء المؤمنات للحسّون: ص 564، عن الاحتجاج.
5. شرح خطبة الزهراء (عليها السلام) و أسبابها للقميحا: ص 316، عن الاحتجاج.