و هو ثاني بناتها و المروّي * * * زرعها الغضّ و هو حامي حماها
قال: مهلا بنت النبوة مهلا * * * إنما الصبر للتقاة حلاها
ما لك الويل بل لشانئك الوي * * * ل و أقسى العذاب في أخراها
يا بنة الصفوة الصفيّة عطر ال * * * نور بقيا نبوة أبقاها
نهنهي النفس وجدها و استقرّي * * * حان للنفس أن تريحي جواها
فعن الدين ما ونيت و عمّا * * * قدّر اللّه ما خطوت اشتباها
فاطمئنّي لبلغة العيش إن ال * * * له في سابق الزمان قضاها
و كفيل ابنة النبي أمين * * * و هو اللّه حافظ إيّاها
و جنان قد مهّدت لك خير * * * من قرى حرّموك عن مغناها
فلك اللّه جلّ فاحتسبيه * * * هضمة الحقّ حاش أن ينساها
الكلمة الأخيرة لفاطمة (عليها السلام)
فأجابت: اللّه حسبي و قرّت * * * و على الدهر رنّة من صداها
و مضت إذ مضت على القهر حسرى * * * ثم ماتت مطويّة بأساها
المصادر:
فاطمة الزهراء (عليها السلام) في ديوان الشعر العربي: ص 197 ح 79.
37
المتن:
قال السيد الهاشمي بعد ذكر احتجاجات الزهراء (عليها السلام) مع أبي بكر و خطبتها الخالدة:
و هنا كلمة و سؤال:
قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن يسأل: ما دعا أبا بكر أن يلين و يخضع هكذا؟ و ما دعا الزهراء (عليها السلام) أن تثبت على رأيها و لا تتضعضع عن موقفها؟