شرّ ما اعتضتموا باسن ماء * * * من غدير ترقرقت أمواها
ستلاقون و العظيم ثقيلا * * * محملا لا يطيقه ثقلاها
إذ لكم كشّف الغطاء و بان ال * * * ضرّ ممّا جنت يداكم وراها
و بدت من إلهكم سطوات * * * لم تكونوا لتحسبوا أدناها
و هناكم ستعلمون هناكم * * * خسر المبطلون في عقباها
ثم مالت إلى ضريح أبيها * * * تودع المصطفى الأمين شكاها
و توارت كسيرة القلب عنهم * * * فلقد خيّب الجميع رجاها
و عادت فاطمة (عليها السلام) إلى دار علي (عليه السلام)
ثم عادت لدارها و دموع ال * * * وجد خطّت على الخدود خطاها
و أمير الإيمان في كلّ آن * * * كان يرجو طلوعها و لقاها
و هناكم لمّا استقرّ بها الدا * * * ر تمادى الأسى بصدر شكاها
فرمت نحوه بطرف كسير * * * و جرت في دموعها عيناها
طمعت أن تثير فيه علي ال * * * عزم و النجدة المدوّي صداها
و بطولات خيبر و حنين * * * و مروءاته التي أبداها
فلعل الذي مضى من مياه ال * * * نّبع غفلا يعود في مجراها
استنهاض الإمام الممتحن
خاطبته يا ابن المحامي أبي طا * * * لب زين الرجال رمز إباها
كيف يا فاتح الحصون اشتملت ال * * * يوم من شملة الجنين رداها
قاعدا حجرة الظنين كأن لم * * * تلك للحرب سيفها و فتاها
أو ما قد نقضت من أجدل الطي * * * ر قواديم يتّقي بأساها
كيف قد خان أعزل الريش شهما * * * كان في كلّ وقعة لا فتاها
أو يبتزّها نحيلة طه * * * بلغة ابنيّ يستحلّ جناها
جاهرا في عداوتي دون تقوى * * * ماضيا في خصومتي أقصاها