المستقبل الخطير للمتخاذلين
لكن الظلم أترع النفس غيضا * * * فاستفاضت على الذي آذاها
و قنا لأن عوده بعوادي ال * * * جور فانشقّ بالأنين جواها
و من القلب إذ تميّز غيضا * * * نفثة تحرق اللهيب لظاها
و لتقديم حجة ليس إلا * * * حيث لا عذر عندكم عقباها
دونكم للركاب فاحتقبوها * * * ناقة صعبة المراس خطاها
فوق ظهر مقرّح و بخفّ * * * رقّ دون الخطى إلى مرقاها
وصمة العار و الشنار و تبقى * * * أبدا ليس ينمحي سيماها
و هي موسومة من اللّه بالسخ * * * ط، و باللعنة التي تصلاها
شرّ موصولة بنار جحيم * * * جمّر اللّه من قديم حصاها
تلك نار تطلّ حتى على أف * * * ئدة الظالمين من أبناها
بعين المهيمن الفرد يجري * * * كلّ ما قد فعلتموه سفاها
سيرى الظالمون أيّ مردّ * * * سيردّون في غد عقباها
و أنا تعلمون بنت نذير * * * لكم من أليم نار براها
فاعملوا نحن عاملون و إنا * * * مثلكم في انتظار يوم جزاها
فاستوى الخصم للجواب و كان ال * * * خصم في ذروة الدهاء أزاها
فاستهلّ الكلام مدحا طويلا * * * جاء في أهلها و خصّ أباها
فهو أدرى بفضلها و علاها * * * و هي أغنى من مدحه إيّاها
فلقد جلجل الكتاب و تكفي * * * آية الطهر وحدها معناها
كان أولى أن يقبل الحق منها * * * لو أراد الهدى إلى مرضاها
غير أن المقصود كان سوى الح * * * قّ و إلا ما لجّ في إيذاها
و غثاء الجمهور أسلس حكما * * * حين بالمكر يستغلّ هواها
يا بنة المصطفى الأمين رسول * * * اللّه و الرحمة التي أهداها
كان بالمؤمنين برّا أبوك * * * أرأف الناس بالورى أرجاها
و على الكافرين كان عذابا * * * و عظيم العقاب ضدّ طغاها