و تحمّلتم المتاعب دهرا * * * و تحمّلتموا عظيم عناها
و تناطحتموا بدون توان * * * أمم الأرض في بعيد قراها
و صددتم مكافحين علوجا * * * بهما لا تخاف من يلقاها
فلنا الأمر حيث كنّا و منكم * * * حيث كنتم إطاعة عشناها
ذاك حتى رحى الشريعة دارت * * * حين دارت بنا مدار رحاها
حلب الدهر درّ خيرا و غاضت * * * نعرة الشرك و انتهى غوغاها
و خبا الكفر و الشقاق و قرّت * * * فورة الإفك و انمحى غلواها
و هدير الهرج استقرّ و قامت * * * نظم الدين في أتمّ بناها
كيف بعد البيان حرتم و أنّى * * * قد نكصتم إلى الوراء تياها
كيف أخفيتموا الولاية سرّا * * * بعد إعلانها و رفع لواها
حبّ الراحة سبب خذلان الحق
كيف بعد الأيمان للشرك ملتم * * * و سبيل الهدى تركتم هداها
أو لا تعلنون حرب عسير * * * نكثت ذمة اليمين وفاها
و بإخراج خاتم الرسل همّوا * * * بدءوا حربكم و أجّوا لظاها
أ فتخشونهم فللّه أولى * * * بتقاكم و اللّه أعظم جاها
إن تكونوا عبدتموه بصدق * * * و له عفّر التراب الجباها
إنما قد أرى إلى الخفض ملتم * * * و استطبتم من الحياة حلاها
فنفيتم من بالخلافة أولى * * * و أحقّ الأنام في استعلاها
و خلّدتم لراحة ليس تبقى * * * و هربتم إلى نعيم هناها
ما وعيتم مججتموا و دسعتم * * * ما تسوّغتموه غبّ امتلاها
فلئن تكفروا و من حلّ في الأر * * * ض جميعا لا تعجزون الإلها
إنما قلت ما ذكرت و إني * * * عارف من نفوسكم مخباها
خذلة جالت النفوس و غدر * * * شعرته القلوب في مخفاها