غاب و الأرض أظلمت و ادلهمّت * * * و نجوم السماء غار ضياها
و عروش الآمال مالت و زالت * * * عن قلوب المؤمّلين مناها
خشعت ذروة الجبال و ضاعت * * * حرمات الإسلام بعد إباها
و أزيلت بموته و أبيحت * * * حرمة كان ربنا أغلاها
تلك و اللّه في النوازل عظمى * * * وقعة لن يكرّ مثل بلاها
و هي عظمى مصيبة لن يرى الده * * * ر قرينا لها و لا أشباها
ليس من بائقات سود الليالي * * * مثل ما عجّلت عليكم سواها
و لقد أعلن الكتاب السماو * * * ي بأحداثها و سوء انقضاها
و عليكم تتلى صباحا مساء * * * آية الردّة التي أنباها
و لقبل النبي ما حلّ قدما * * * بالنبيين من عظيم بلاها
فصل حكم مقرّر و بلايا * * * حتّم اللّه من قديم قضاها
إنما المصطفى الأمين رسول * * * قد خلت قبل بعثه أنبياها
أ فإن مات أو توفّي قتلا * * * لانقلبتم إلى الوراء وراها
و لمن ينقلب عن عقبيه * * * و يولّي فلن يضرّ الإلها
و سيجزي الذي أتاه شكورا * * * جنّة الخلد نعمة و رفاها
يا بني قيلة النجادة أيها * * * أو هل أهضمنّ في إرث طه
و لأنتم بمسمع من ندائي * * * بمرأى جمعكم و قواها
تتغشّاكم الدعاوة للنص * * * ر و ينمي لسمعكم أنباها
و لأنتم ذو عدّة ولديكم * * * عدد تتّقي العدى بأساها
فأداة و قوّة لا تبارى * * * و سلاح و جنّة لا تضاهى
أ سكوت و دعوة الحق صكّت * * * سور آذانكم و دوّى صداها
أ جمود و دعوة العدل هزّت * * * مجد تاريخكم و رنّ نداها
أو لستم على الصلاح عرفتم * * * و بسيف الكفاح في هيجاها
نخبة الناصرين للحقّ كنتم * * * خيرة المصطفى التي استصفاها
أو لستم قاتلتم العرب حتى * * * ردّ بأساؤها بصدر أساها