فنياقا لغيركم قد و سمتم * * * و وردتم لمن سواكم مياها
كلّ هذا و العهد منه قريب * * * و جروح الفراق رحب فضاها
المزاعم الباطلة للمتامرين
قبل أن تسكن النفوس و لمّا * * * يقبر المصطفى بطيّ ثراها
و زعمتم خوف افتتان بدر تم * * * فلعمري سقطتموا في لهاها
سعّر اللّه للعصاة جحيما * * * قد أحاطت بنارها نزلاها
كيف هيهات منكم ثم أنّى * * * يؤفك القوم عن سبيل نجاها
و منازات ذكره ليس يخفى * * * نورها للذي استنار ضياها
زاهرات الأحكام لا تتخفّى * * * باهرات الأعلام لا تعماها
واضحات أوامر لائحات * * * تلكم الزاجرات عن أهواها
أو خلّفتموا الكتاب وراكم * * * رائد العالمين درب هداها
أ بغير القرآن حكما رضيتم * * * أم عن الذكر قد رغبتم سفاها
بئس للظالمين ذاك بديلا * * * كيف بالدّون بدّلت أزكاها
و بغير الإسلام من دان دينا * * * فهو في الخاسرين في أخراها
أبدا ليس يقبل اللّه منه * * * شرعة غير ما بها وصّاها
ثم لم تلبثوا هنا لك إلا * * * ريث أن يستقرّ من ولّاها
نفرة الحكم تستريح و تخبو * * * و تسير الأحداث في مجراها
فتقودوا السواد سلسا علينا * * * و تثيروا بوجهنا غوغاها
و بصدر الثارات تورون نارا * * * و تهيجون جمرها و لظاها
و هناك الشيطان ألقى إليكم * * * دعوة الشرّ فانطلقتم وراها
فسعيتم تطفون أنوار دين ال * * * له من بعد ما استتمّ ضياها