تقريع الأنصار
و رمت للأنصار بالطرف منها * * * ثم قالت بحسرة و رثاء
أنتم معشر النقيبة و الحز * * * م و أعضاد ملة الحنفاء
و رعاة الإسلام بعد احتضان * * * منكم للإسلام في الابتداء
أ فلستم آويتم و نصرتم * * * و بنيتم للدين خير بناء
كيف يعرو هذا التغافل منكم * * * و التغاضي من رقدة و انطواء
أيّ شيء هذي الغميزة منكم * * * عن حقوقي بدون أيّ ارعواء
ما لكم عن إغاثتي أيّ عذر * * * بعد تقصيركم بوقت النداء
أو ما قال يحفظ المرء طه * * * حين يرعى في ولده النجباء
بيد عجلان ذا إهالة أنتم * * * قد خلّفتم إفكا بدون بطاء
و لكم طاقة على ردّ حقي * * * و اقتدار لنصرة الأزكياء
أ تقولون مات محمد (صلّى اللّه عليه و آله)
أ تقولون أنتم مات طه * * * و لعمري خطب جليل البلاء
واسع وهنه العظيم رحيب * * * دون رتق لفتقه المترائي
و له الأرض أظلمت بعد كسف * * * لسنا بدرها و نور ذكاء
و عرا في النجوم منه انتثار * * * حين أكدى عليه كلّ رجاء
و بدا في الجبال منه خشوع * * * و أضيع الحريم دون وقاء
تلك و اللّه كربة لا تضاهى * * * و هي أدهى مصيبة عشواء
أعلن الذكر بالتلاوة فيها * * * هاتفا فيكم بكلّ فناء
و هو حكم حتم و فصل قضاء * * * حلّ قدما في سائر الأنبياء
أ فإن مات أو أصيب انقلبتم * * * بعد طه ضلالة للوراء