بني قيلة
يا بني قيلة أ أهضم إرثي * * * من أبي جهرة بشرّ اعتداء
و بمر أىّ أنتم و مسمع مني * * * في مكان دان بدون تنائي
و لكم عدّة و خير عديد * * * و سلاح و سطوة الأقوياء
لا تغيثون صرخة من صريخ * * * لا تجيبون عند وقت الدعاء
أ فلستم وصفتم بصلاح * * * و عرفتم في نجدة و إباء
خير جند و نخبة قد حبيتم * * * لبني أحمد بخير اصطفاء
أو لستم قاتلتم العرب كدّا * * * و تحمّلتم عظيم العناء
و قديما كافحتم دون و هن * * * أمة بعد أمة بمضاء
حيث كنا و حيث كنتم جميعا * * * معنا في تعاون و التقاء
قطّ لا تبرحون في كل حين * * * بائتمار لأمرنا و انتهاء
أ فأنتم جبنا تفرّون عنا * * * بفراق منكم بدون اتقاء
حين دارت رحى الرشاد و درّت * * * حلبة الدهر في معين الرواء
و استكانت للشرك ثغرة غيّ * * * خضعت ذلّة بدون إباء
و عرى فورة الضلال سكوت * * * و تلاشت نار العمى بانطفاء
و نظام الدين استتمّ كمالا * * * بعد فوضي عمت بكم و شقاء
كيف حزتم بعد البيان و صرتم * * * بعد إعلانكم بهذا الخفاء
و نكصتم بعد النهوض نكولا * * * و رجعتم للشرك بعد اهتداء
فشنارا لكم و بؤسا لقوم * * * نكثوا عهدهم بدون وفاء
أ فتخشونهم من الرعب خوفا * * * و هو أولى بالخوف و الاختشاء
فاعملوا إنكم ستجزون عدلا * * * أجر أعمالكم بيوم اللقاء
أ فأخلدتم إلى الخفض لهوا * * * بعد جدّ في دينكم و عناء
و دفعتم عنها الذي هو أحرى * * * من سواه في منصب الخلفاء
و هو أولى بالبسط و القبض منهم * * * بعد فقدان خاتم الأنبياء
و نجوتم بالضيق من كل وسع * * * و خلوتم في رغدة و هناء