فأنقذكم اللّه بمحمد (صلّى اللّه عليه و آله)
فكفاكم محمد حين أضحى * * * لكم منقذا عظيم البلاء
بعد بلوى مريرة برجال * * * بهم من عتاة رهط الشقاء
و ذئاب الأعراب بعد غواة * * * من أهالي الكتاب أهل العداء
فهداكم بعد التي و اللتيّا * * * من عماكم إلى صراط سواء
كلما أوقدوا من الحرب نارا * * * أخمدت من هداه بالانطفاء
أو بدا ناجما من الشرك قرن * * * للأعادي فيكم عظيم العناء
قذف المرتضى أخاه بأحمى * * * لهوات من جمرة الهيجاء
فأتاها و ليس يرجع إلا * * * و هي برد في ساعة الانكفاء
واطئا و قدها بأخمص حق * * * حاملا في الإله كل بلاء
و مجدّا في أمره غير وان * * * و قريبا من خاتم الأنبياء
كادحا ناصحا لرب البرايا * * * سيّدا في عصابة الأولياء
و هو في اللّه ليس تأخذ فيه * * * لومة اللائمين طول البقاء
حين أنتم في رغدة و أمان * * * أبدا وادعون بعد الهناء
ترقبون الإيقاع و الفتك فينا * * * كل حين غدرا بدون وفاء
أبدا تنكصون عند نزال * * * و تفرّون عند وقت اللقاء
و حين اختار اللّه نبيه (صلّى اللّه عليه و آله)
و مذ اختار خالق الخلق زلفىّ * * * خير دار لخاتم الأصفياء
نبغ الخامل الغويّ نشاطا * * * و تجلّت حسيكة للرياء
و اغتدى باليا و كان قشيبا * * * قبل هذا للدين خير رداء
و اعتلى هادرا فنيق ضلال * * * بعد نطق لكاظم الأشقياء
و الخبيث الشيطان أطلع فيكم * * * رأسه هاتفا بشرّ نداء
فرآكم لدعوة الكفر منه * * * مستجيبين عند وقت الدعاء
و خفافا عند النهوض ضلالا * * * و غضابا له بدون رضاء